ما معنى و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و ستة أسئلة مهمة عن الأنبياء عليهم السلام


هل الله تعالى له عصمة و تسديد خاص للأنبياء غير عن العواصم الخمسة اللي ذكرناهن بالحلقة السابقة ؟


نقول نعم فالله تعالى له رحمة عامة و له رحمة خاصة كما ذكرها الله سبحانه و تعالى  في بداية كل سورة بقوله ( بسم الله الرحمن الرحيم)

راح اضرب لكم مثال يمكن مر عليكم ايضا : احيانا علاقتنا تخترب مع بعض الناس لأي سبب كان بعد سنين نعرف إن الله سددنا بإبتعادنا عن هذه العلاقة لأن مضارها كان أكثر من فوائدها لحياتنا

و مئات الأمثلة الأخرى اللي الواحد لو يقعد يتأمل بحياته يشوف فوائدها بعدين و يحمد الله عليها

حتى المشاكل احيانا نعمة ، فلو ما كانت بعض المشاكل كان ما تطورنا بالحياة و ما صرنا أقوياء و ما عرفنا كيف نشوف الأبواب الأخرى المفتوحة لنا

احنه لمجرد طيبة بسيطة الله يسددنا فكيف إذا كان هذا الشخص نبي من الأنبياء الذي كله طيبة و خير و كمال و قد كرس حياته للكمال و الوصول إلى الله وخدمة عباد الله

فإذا وجد الله الإنسان أهلا للتسديد يسدده لكي يتكامل و يصبح أفضل كل يوم، لأن الهدف من الخلقة هو الكمال

ما هي الحكمة من عصمة الأنبياء والأوصياء؟

الله جعل الأنبياء أسوة لنا ( و لكم في رسول الله أسوة حسنة ) إذا هو يخطأ بموضوع تتبعه الجن و الإنس فلا يمكن أن يجعل الله هذا القدوة فيه اي نوع من أنواع الخطأ حتى لا يكون سبب لخطأ الآلاف أو الملايين من الناس

و هذا عكس الهدف الذي  الله تعالى أنزل الأنبياء لأجله و هو التكامل و هذا لا ينطبق مع حكمة الله

لكن هنا سؤال يطرح نفسه ؟

 هل الأنبياء عظماء من أجل توصيل الرسالة فقط ؟ أم الرسالة تابعة لهم لأنهم عظماء؟

الرسالة تابعة لعظم نفوسهم و قابلياتهم فما أختارهم الله إلا لأجل عظمهم

هل يبتلي الله الأنبياء مثلما يبتلينا ؟ نعم يبتليهم الله أكثر من سائر الناس . لماذا؟ لأن الله يرفع الدرجات بالإختبارات و يعطي قوة و صلابة و ايمان أرفع ويقين أرفع بالشدائد فالشدائد تصنع الإنسان وترفع درجاته

نذكر لكم بعض ابتلاءات رسول الله :

    فابتلى الله محمداً (ص) بقريش و حربهم ضده و شعب ابي طالب  و اختبره بالفقر إلى مماته و اختبره الله بنساء منافقات و اختبره بقوم قريبين يتظاهرون بالتقوى و هم تجسيد للنفاق  و اختبره بقيصر و اختبره بكسرى فما بقي من العرب و اليهود و المجوس و المسيح الا و تكالبوا عليه على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم .

    و لكن مع كل هذا الكم من الإختبارات الأنبياء دائما يخرجوا من الإمتحان ناجحين و للأنبياء ايضا كما يوضح القرآن مراتب  بقوله في سورة الإسراء وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ

هل الأنبياء يتعلمون من التجارب السابقة للأنبياء ؟ و هل يمكن أن يخطؤوا في التطبيق ؟ قال تعالى فبهداهم اقتده فطلب الله من سيد الكائنات لا نقصا فيه و لا إن الأنبياء السابقين كانوا افضل منه ولكن لأن الإنسان يحتاج أن يتعلم من التجارب التي مرت
كما قال عن إبراهيم عليه السلام ( و إن من شيعته لإبراهيم ) أي من شيعة نوح عليه السلام مع إن إبراهيم اعظم مرتبة من نوح و هو خليل الله

ما معنى ومن شيعته؟ هنا القصد المتابعة السلوكية  يعني قد جعل إبراهيم عليه السلام سير و سلوك نوح عليه السلام منهجا له في حياته لمقابلة الباطل و الثبات و  نصرة الدين ، قال علي عليه السلام  من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها  وقال عليه السلام، الاستشارة عين الهداية
حتى رسول الله استشار صحابته في كثير من الأمور مثلا في الخندق أخذ برأي سلمان . هل سلمان افضل من النبي ؟ لا طبعا لكن في السيرة العملية التجارب دائما مفيدة


العصمة شرعا ما هي : بلوغ النفس مرتبة تستوجب الامتناع عن المعاصي

فالإنسان أول ما يبدأ يمتنع عن الأشياء الغير سليمة يصارعها في داخله لكن بعد فترة تصبح أحيانا  و أحيانا حتى تصبح هذه الصفة ملكة في النفس فيبتعد عن القبائح

هل ليس للمؤمن رغبات ؟ بلى له رغبات لكن رغباته تحت سلطان العقل و قوة الإرادة تندك

هل وردت العصمة في كتاب الله تعالى :

و لقد راودته عن نفسه فاستعصم يعني اعمل إرادة قاهرة للشهوات و الرغبات و ايضا رفعة نفسه من الخيانة دفعته للامتناع عن الإقدام و الدخول في المعصية  

و قد قال تعالى أيضا و اعتصموا بحبل الله جميعا  : حب الله الرابط الذي يعصمنا من جميع الأمور و حب الله هو كل ما يقرب إلى الله و يبعد عن السيئات و أهمها المعرفة و تفسير القرآن الصحيح الذي يوصلنا الى أفضل غايات الدنيا و الآخرة  فعمل الجاهل لا يساوي عند الله شيء و إلا كان عمل ابليس ٦ آلاف سنة قد أفاده و بعد المعرفة تتبع سيرة النبي والأولياء عليهم السلام و قال تعالى عن ابن نوح عليه السلام

سآوي إلى جبل يعصمني من الماء : أي يمنع وصول الماء لي

شكرا على المتابعة اتمنى تكون استفدت

اذا استفدت لا تبخل علينا بالنشر و دمتم سالمين
إذا كنت من محبي الاستماع رابط الفيديو في الأسفل
 

 

هل تستوجب العصمة إن يكون المعصوم مجبورا على الفعل و إذا كان مجبورا على الفعل فكيف يثاب على فعل قد جبره الله تعالى عليه





هل تستوجب العصمة إن يكون المعصوم مجبورا على الفعل و إذا

 كان مجبورا على الفعل فكيف يثاب على فعل قد جبره الله تعالى عليه

المراد من العصمة لغة : الحفظ من الخطأ و الزلل اي إن العصمة تحفظ صاحبها من الأخطاء و المعنى الثاني: المنع كالحبل الذي يمنع الدلو من السقوط في البئر كانوا يسمون هذا الحبل عاصم و المنع هنا يعني المنع من المكاره و الأخطاء

هل العصمة شيء يفرضه الله تعالى على الأنبياء و الأوصياء أم هو تابع لأسبابه

طبعا هو تابع لأسبابه و الشرح كالتالي

من جملة العواصم الحافظة المانعة : العقل

الإنسان بعقله يعصم نفسه من كثير من الأخطاء و يمنعها منه و العقل ليس من خواص نبي او وصي او عظيم بل قد منح الله بلطفه الإنسانية عقلا

هل مجرد العقل يحقق هذا الواقع ؟ لو كان العقل بما هو عقل يستوجب هذا الواقع لما تنازعت البشرية فيما بينها و اختلفت و لما عاشت الضلالات و الأخطاء فالعقل بإعماله يكون حافظا أما مجرد العقل لا يستوجب حفظا و لا منعا فالأنبياء أعملوا عقولهم و توصلوا بعقولهم إلى الكمال  

من جملة العواصم الحافظة المانعة : الفطرة

الفطرة هي التي يعرفها الإنسان بنفسه بدون تعليم كأن يعلم إن الصدق فضيلة و الكذب رذيلة الإنسان بفطرته يميز بين الحق و الباطل و الخير و الشر  لكن بشرط إن لا تكون الفطرة محجوبة بحجب الحضارات و التقاليد و التعصبات

من جملة العواصم الحافظة المانعة : العلم

يتوصل الإنسان بواسطة العلم إلى كثير من المعلومات التي تقيه من الجهالات و الأخطاء فمثلا  الطبيب بعلمه  يبتعد عن المضار الصحية  و هكذا علم الأنبياء بالجنة والنار يمنعهم من عمل ما يُدخلهم النيران و يسبب خروجهم من الجنة

من جملة العواصم الحافظة المانعة : الايمان

الايمان يأتي من النفس الرفيعة التي لا ترضى إن تتنزل إلى مستوى دنيء لكي تفعل الرذائل كأن يكذب على احد لكي يأخذ منه مصلحة أو إن يغدر أو يفعل الموبقات التي تنزل روحه الطاهرة إلى أرواح الأنذال من البشر

من جملة العواصم الحافظة المانعة : التجارب

الإنسان يأتي إلى هذه الدنيا حتى يتكامل بواسطة التجارب و هنا حتى الأنبياء يختبرون و أحيانا يخطؤون فمثلا عندما نهى الله تعالى آدم عليه السلام من أكل الشجرة جاء الشيطان و أقسم بالله بأنه ناصح لهما وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)الأعراف و لأن آدم عليه السلام كان طاهر الفطرة و من دون خبرة لم يتوقع أن أحدا يمكن أن يكذب و يحلف بالله كذبا فتقبل نصيحته و ندم

و لكن لأن الله تعالى قد خلقه من البداية لكي يجعله خليفة على الأرض ولم يكن مستقرة الأصلي في الجنة أراد فقط أن يحذره من الشيطان بطريقة عملية فلم يمنع الشيطان من الخديعة في الجنة. لأن الله يريد إن يُنزل آدم إلى الأرض و هي محل صراع و تنازع و آدم عليه السلام  سيواجه الأعداء هناك فأراد أن يعطيه درسا قبل نزوله إلى الأرض لكي يكون مستعدا لها.و من باب المثال الآخر نقول لو أن جيشاً اعطوه لجنرال قد مارس الحروب لعشرات السنين و اعطوا نفس الجيش لجنرال لم يكن لديه الخبرة فمن منهم برأيك سيفوز؟ فالخبرة تلعب دورا كبيراً في منع الإنسان من الأخطاء

خلاصة المطلب:

بأن الإنسان قد أعطاه الله تعالى أسلحة لكي يمنع نفسه من الأخطاء و هذه الأسلحة ليست مختصة فقط بالأنبياء و هي العقل و الفطرة و العلم و الإيمان و التجارب .

و كل انسان على قدر استعماله و تطويره لهذه الهدايا الرحمانية يستطيع إن يمنع نفسه من الأخطاء و يتوصل إلى رفيع الغايات الدنيوية و الأخروية
 
بقلم هدى محمدكاظم الخاقاني
 .

لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات