هل تستوجب العصمة إن يكون المعصوم مجبورا على الفعل و إذا
كان مجبورا على الفعل فكيف يثاب على فعل قد جبره الله تعالى عليه
المراد من العصمة لغة : الحفظ من الخطأ و الزلل اي إن العصمة تحفظ صاحبها من الأخطاء و المعنى الثاني: المنع كالحبل الذي يمنع الدلو من السقوط في البئر كانوا يسمون هذا الحبل عاصم و المنع هنا يعني المنع من المكاره و الأخطاء
هل العصمة شيء يفرضه الله تعالى على الأنبياء و الأوصياء أم هو تابع لأسبابه
طبعا هو تابع لأسبابه و الشرح كالتالي
من جملة العواصم الحافظة المانعة : العقل
الإنسان بعقله يعصم نفسه من كثير من الأخطاء و يمنعها منه و العقل ليس من خواص نبي او وصي او عظيم بل قد منح الله بلطفه الإنسانية عقلا
هل العصمة شيء يفرضه الله تعالى على الأنبياء و الأوصياء أم هو تابع لأسبابه
طبعا هو تابع لأسبابه و الشرح كالتالي
من جملة العواصم الحافظة المانعة : العقل
الإنسان بعقله يعصم نفسه من كثير من الأخطاء و يمنعها منه و العقل ليس من خواص نبي او وصي او عظيم بل قد منح الله بلطفه الإنسانية عقلا
هل مجرد العقل يحقق هذا الواقع ؟ لو كان العقل بما هو عقل يستوجب هذا الواقع لما تنازعت البشرية فيما بينها و اختلفت و لما عاشت الضلالات و الأخطاء فالعقل بإعماله يكون حافظا أما مجرد العقل لا يستوجب حفظا و لا منعا فالأنبياء أعملوا عقولهم و توصلوا بعقولهم إلى الكمال
من جملة العواصم الحافظة المانعة : الفطرة
الفطرة هي التي يعرفها الإنسان بنفسه بدون تعليم كأن يعلم إن الصدق فضيلة و الكذب رذيلة الإنسان بفطرته يميز بين الحق و الباطل و الخير و الشر لكن بشرط إن لا تكون الفطرة محجوبة بحجب الحضارات و التقاليد و التعصبات
الفطرة هي التي يعرفها الإنسان بنفسه بدون تعليم كأن يعلم إن الصدق فضيلة و الكذب رذيلة الإنسان بفطرته يميز بين الحق و الباطل و الخير و الشر لكن بشرط إن لا تكون الفطرة محجوبة بحجب الحضارات و التقاليد و التعصبات
من جملة العواصم الحافظة المانعة : العلم
يتوصل الإنسان بواسطة العلم إلى كثير من المعلومات التي تقيه من الجهالات و الأخطاء فمثلا الطبيب بعلمه يبتعد عن المضار الصحية و هكذا علم الأنبياء بالجنة والنار يمنعهم من عمل ما يُدخلهم النيران و يسبب خروجهم من الجنة
من جملة العواصم الحافظة المانعة : الايمان
الايمان يأتي من النفس الرفيعة التي لا ترضى إن تتنزل إلى مستوى دنيء لكي تفعل الرذائل كأن يكذب على احد لكي يأخذ منه مصلحة أو إن يغدر أو يفعل الموبقات التي تنزل روحه الطاهرة إلى أرواح الأنذال من البشر
من جملة العواصم الحافظة المانعة : التجارب
الإنسان يأتي إلى هذه الدنيا حتى يتكامل بواسطة التجارب و هنا حتى الأنبياء يختبرون و أحيانا يخطؤون فمثلا عندما نهى الله تعالى آدم عليه السلام من أكل الشجرة جاء الشيطان و أقسم بالله بأنه ناصح لهما وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)الأعراف و لأن آدم عليه السلام كان طاهر الفطرة و من دون خبرة لم يتوقع أن أحدا يمكن أن يكذب و يحلف بالله كذبا فتقبل نصيحته و ندم
و لكن لأن الله تعالى قد خلقه من البداية لكي يجعله خليفة على الأرض ولم يكن مستقرة الأصلي في الجنة أراد فقط أن يحذره من الشيطان بطريقة عملية فلم يمنع الشيطان من الخديعة في الجنة. لأن الله يريد إن يُنزل آدم إلى الأرض و هي محل صراع و تنازع و آدم عليه السلام سيواجه الأعداء هناك فأراد أن يعطيه درسا قبل نزوله إلى الأرض لكي يكون مستعدا لها.و من باب المثال الآخر نقول لو أن جيشاً اعطوه لجنرال قد مارس الحروب لعشرات السنين و اعطوا نفس الجيش لجنرال لم يكن لديه الخبرة فمن منهم برأيك سيفوز؟ فالخبرة تلعب دورا كبيراً في منع الإنسان من الأخطاء
خلاصة المطلب:
بأن الإنسان قد أعطاه الله تعالى أسلحة لكي يمنع نفسه من الأخطاء و هذه الأسلحة ليست مختصة فقط بالأنبياء و هي العقل و الفطرة و العلم و الإيمان و التجارب .
و كل انسان على قدر استعماله و تطويره لهذه الهدايا الرحمانية يستطيع إن يمنع نفسه من الأخطاء و يتوصل إلى رفيع الغايات الدنيوية و الأخروية
بقلم هدى محمدكاظم الخاقاني
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق