لماذا طلب الله من الملائكة السجود لآدم في حين أن فيهم عظماء كجبرائيل ؟







 قد طُرحت اسئلة مختلفة حول ابليس و الملائكة راح اذكر الأسئلة كلها بالأول و راح اجيب
عليها واحدة واحدة 
السؤال الأول : كيف الله سبحانه يطلب من الملائكة و الشيطان السجود لآدم في حين انه للتو مخلوق و الملائكة فيهم عظماء كجبرائيل و ميكائيل و الشيطان ايضا كان من عُباد الله الذي عبد الله ٦ آلاف سنة، أليس هذا ظلم في حق الملائكة و الشيطان؟
السؤال الثاني : الاختبار كان لإبليس و الملائكة لماذا يذكر الله هذه القصة لي فهل هناك فوائد عملية لي انا من قصتهم؟
السؤال الثالث: هل للجن من أنبياء ؟

السؤال الرابع: الله أمر الملائكة بالسجود بقوله :( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين؟ فلماذا الشيطان اعتبر نفسه داخلا في الأمر؟


هنا نكتة مهمة يجب إن نقولها قبل البحث و هي موضوع السجدة : هل السجدة تعني بالتأكيد وضع الجبهة على الأرض ؟ طبعا لا 

السجدة تعني الخضوع و التبعية و لا تعني العبادة كما هو واضح ، 

قال تعالى وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا


ليس كل المخلوقات لديها جبهة حتى تضعها على الأرض كما للإنسان و نحن لا نعلم ما شكل الملائكة و الجن حتى نتخيل إن لهم جبهة و يسجدون كما نسجد

 و هناك بلايين من المخلوقات بأشكال مختلفة في السماوات و الأرضين لا نعلم كيف سجودها لكن أغلب الآيات عندما تذكر السجود و كأنها تشير إلى الخضوع لله و هنا كأن الله يطلب من الملائكة و إبليس الخضوع لآدم 

الآن نكتب السؤال بشكل مختلف ، لماذا يطلب الله تعالى من الملائكة و إبليس الخضوع لآدم عليه السلام 

أراد الله أن يُفهم الملائكة و الجن أن سيرهم نحو الحق تعالى  لا يكون سريعا الا عن طريق معلم و هذا المعلم هم الأنبياء  فلو اتبعوا أنبياء الله فهو خير لهم و إلا آدم عليه السلام ماذا يستفيد من سجدتهم و خضوعهم  غير أنه أصبح مسؤولا و معلماً ، في عاتقه تعليم الإنس والجن والملائكة أجمعين و لهذا سجودهم له ما جعل آدم يتكبر لأن آدم عليه السلام عرف منزلته أنه يجب إن يكون المعلم لهم 

و بعد ذلك علم الله آدم الأسماء كلها و الأسماء و كأنها حقائق مهمة كانت تخفى على الملائكة و لعلنا لسنا نحن بمستوى أن نُدرك معاني تلك الأسماء لأننا لسنا أنبياء و لهذا السبب إكتفى الله بقوله علمهم الأسماء من دون ذكر التفاصيل و لكن عندها عرفت الملائكة أنهم تعلموا من آدم عليه السلام أمور لم يكونوا يستطيعون أن يتوصلوا إليها بدونه .

فكانت مرتبة الملائكة و الجن قد وصلت إلى مرحلة لكي يتكاملوا يحتاجون إلى معلم جديد و لم يكونوا قادرين إن يأخذوا من الله مباشرة التعليمات و لهذا رحمة بحالهم الله جعل لهم آدم لكي يعلمهم

لا ننسى هنا أن الله إختبر الملائكة و الجن باختبار عظيم فما هو هذا الإختبار:

  أراد الله أن يرى إذا طلب منهم شيئا و لم يحيطوا به علماً هل سيصدقون الله لعلمه الأزلي و اللا محدود أم سيظنون أنفسهم يحيطون بكل شيء علما.

هنا نجح الملائكة و علموا بأنهم لا يحيطون بعلم الله فيجب أن يكون لهذا الإنسان ميزة حتى يطلب الله منهم الخضوع له 

نتعلم شيء مهم من اختبار الملائكة : و هو إن الله اذا طلب منا شيئا و تأكدنا بأنه أمر مولوي من الله هل نقتدي به حتى و لو لم نكن مقتنعين و عارفين بحقيقة الأمر فهل نقتدي حتى يُظهر الله لنا الخفايا للأمور 

و هل إذا جاءت شبهة على الإسلام و على الحقائق الأكيدة هل ستهزنا الشبهة و نخرج من الصراط المستقيم أم أننا سنبدأ بالبحث عن الاجابة الصحيحة وعن الخفايا لكي نعلم فوائد الأوامر و النواهي فنحن كمسلمين نعتقد بأن الأوامر و النواهي الإلهية هي لمصلحتنا نحن و هي تابعة للمصالح والمفاسد فكل أمر لمصلحة لنا و كل نهي لمفسدة على حياتنا او على حياة الآخرين 

فمثلا فوائد الصيام العظيمة لم نكن نحن نعلمها علميا في حين إن العلماء الغير مسلمين قد ملأت محاضراتهم اليوتيوب و قوقل عن فوائد الصيام الأعجوبة للنفس و الجسم من إن المسلمين لديهم أقل كمية من السرطانات و احد اسبابها هو الصيام لان الجوع يجعل الجسم يأكل الخلايا السرطانية
و هكذا نهانا الله عن شرب الخمر لكثرة مضاره على النفس و على الجسم مثل انه يدمر الكبد و على العائلة أن يجعل شارب الخمر و هو سكران يفقد احترامه أمام زوجته و أطفاله  و على سلامة المجتمع من مجالات كثيرة فكم من شارب خمر يسوق ثم يسبب حوادث سير فيسبب بموت أناس أبرياء 

فقبل إن ندخل بشبهات كثيرة ترد على الإسلام  علينا إن نطلب من الله إن يُظهر علينا فوائد الأوامر و النواهي ثم نبدأ بالبحث حتى يترسخ الموضوع بأدلته و لا يكون مجرد موروث اخذناه من عائلتنا و يتزلزل لشبهات تطرأ في كل زمان.



ثم اختبر الله  ابليس فسقطع بالإمتحان الإلهي 

التكبر هو إن يظن الشخص بأنه أعلم و أفهم و أعظم مما هو بالواقع عليه
أولا لأنه ظن نفسه محيط بعلم الله فبدلا من أن يسأل لماذا يا إلهي انا قد عبدتك آلاف السنين لماذا علي إن اخضع لهذا المخلوق الجديد بدأ يقيس نفسه بحسب حواسه فقط 

فقد رأى بأنه خُلق من نار و قد خلق الله الإنسان من الطين و ظن إن النار لفوائدها العظيمة اهم من الطين و الطين اعتبرها انزل منازل الأرض و لم يُدرك إن الإنسان جامع شتات عالم الامكان ففيه الروح من عالم النور و فيه المادة و فيه من عالم البرزخ و له العقل 

فابليس فقط رأى جانب من جوانب الإنسان ثم ظن نفسه أفهم من الله فأصدر القرار بعدم الخضوع للانسان و لكنه الخاسر لأنه قد فقد المعلم الذي كان سيساعده في طريق الكمال و في طريق المعرفة فبقى جاهلا بعلوم الانبياء
هنا في نقاط نستفيدها من اختبار ابليس :


ـأولا: أن العبادة لوحدها لا توصلنا إلى المراتب العالية و لكننا نحتاج إلى الأنبياء و المعارف الحقيقية للكمال 

ثانيا: إن العبادة لوحدها من دون معارف قد أوصلت ابليس إلى التكبر و هذا ما نراه ايضا في كثير من يظنون أنفسهم متدينون يصلون إلى مرحلة يظنون أنفسهم مصيبين في كل شيء فيتوقفون عن الكمال و المعرفة و يطالبون الله بظنهم و كأنهم قد منوا على الله لصيامهم او صلاتهم 

ثالثاً و التكبر يأتي بالحسد فقد حسد ابليس ادم على خلافته على الأرض في حين كان الجن و قبيله أقدم على وجه الأرض فظنوا انهم يستحقون الخلافة لقدم زمانهم 

و  الحسد دفع ابليس  للانتقام من آدم وذريته إلى قيام يوم الدين

 

و في نكتة مهمة إن الجن ليس لديهم أنبياء و هم تابعون لأنبياء الإنس لقوله تعالى  ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30) 


ثانياً:  الله أمر الملائكة بالسجود بقوله :( و اذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين؟ فلماذا الشيطان اعتبر نفسه داخلا في الأمر؟


لأن الملائكة هم أعلى منزلة و هم من لا يعصون الله فيما أمرهم  لقوله تعالى : ( لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) سورة التحريم و لأن الملائكة و هم أعلى مرتبة و معصومون من الخطأ أمروا بالسجود فالجن و هم الأقل شأناً داخلين في الموضوع لا محاله,

كمثال لتقريب الذهن : الحكومة عندما تأمر الوزراء بالقيام عند دخول الملكة مثلا هل فقط الوزراء يقومون ام كل من هناك من الذين تحتهم منزلة من الوكلاء و المدراء و غيرهم ؟طبيعي عندما يؤمر الأعلى بالتنفيذ الأدنى داخل في الأوامر  

 و لهذا لم يتردد الشيطان و بادر بقوله أأسجد لمن خلقت طينا ، اعتبر نفسه داخل الامر الإلهي 




https://youtu.be/Rc9NgxiN32Q


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات