كيف نسيطر على الغضب ما بعد الطلاق

 

يمر اغلب الناس  وخاصة النساء بخمسة مراحل نفسية ما بعد الطلاق


المرحلة الأولى هي الإنكار والرفض لتقبّل الأمر : 

في هذه المرحلة، الإنسان يمر بمرحلة الدهشة و عدم تقبل ما حدث . هو ينتظر أن تنجلي الأمور بنفسها و كأنها كابوس يريد أن يفيق منه ، و كأنّ عقله لا يريد يستوعب أن الأمر قد حدث بالفعل.


المرحلة الثانية :هي مرحلة الغضب و هذا الغضب إما ناشيء من الخوف لحدوث أمر أليم في المستقبل ، أو ناشيء لملامة النفس مما حدث في الماضي وهاهنا يبدأ الشخص يتسائل : لماذا حدث هذا لي و أنا قد سعيت و بذلت الجهود المستمرة لإصلاح الأمور

 و تارة يكون الغضب لعدم تقدير الطرف الآخر له.

 أو لعدم التوصل لحل المشكلة حتى تفاقمت. 

المرحلة الثالثة هي المساومة أو المفاوضة : و هي حينما يظن الشخص بأن الطرف الآخر يمكن أن يتراجع فيحاول أن يطرح الحلول،  أو يصنع في ذهنه قصة خيالية حول رجوع الطرف الآخر و الإعتذار منه لكن في اغلب الأوقات يكون الأمر قد فات عليه الأوان.


المرحلة الرابعة هي الكآبة و هي تأتي بسبب مشاعر الانهزام وعدم تقدير الذات. و كأن الشخص  قد ضيع لا فقط شريك حياته  و لكنه قد ضيع نفسه أيضا. و هو يأتي عندما يتعب الشخص في محاولة المساومة و الرجوع أو تعديل الزواج.


 المرحلة الخامسة هي تقبل الواقع : يبدأ الشخص بتقبل ما حدث لأنه يريد أن يبدأ حياته من جديد في هذه المرحلة هو ينتبه إلى حاله و يبدأ باكتشاف ما يمكن أن يفعله لإصلاح حياته.


ما هي الحلول للوصول إلى المرحلة الخامسة ؟


١: إذا كانت هناك مخاوف يكتبها لنفسه ، ما هي اسوأ الحالات التي يمكن أن تحدث و في أغلب الأحيان سيرى بأن أغلب مخاوفه لا اساس لها و هو قادر على تخطي الأمور بأسهل مما يظن.

٢: يجب أن ينظر الشخص إلى الجانب الإيجابي من الطلاق و هو التخلص من شخص ضار في حياته ، خاصة إذا كان هناك طفل بينهما ، فإذا كان الشخص هو راض بالإيذاء المتكرر من شريك الحياة سينعكس هذا بشكل سلبي على نفسيته و كيفية تعامله مع الأطفال. فهذا الغضب الدفين في غالب الأحيان ينصب على الأطفال.

فالأفضل التخلص من شريك الحياة المسيء للعائلة فهذا القرار هو لطف بحال الأطفال حتى ينمو الطفل ببيئة هادئة خالية من العقد النفسية التي يمكن أن يمر بها عندما يسمع يومياً صراخاً أو اهانة أو ضرباً في البيت.

٣: ليس هناك شيء يحدث بشكل عشوائي في الحياة فلكل حدث غاية و  درس تجعلك أفضل من ذي قبل، ابحث عن الدرس الذي يجب أن تتعلمه في هذه التجربة الفاشلة. بدلا من ملامة الطرف الآخر على جميع ما حدث تعلم الحكمة من الأحداث و كيف ستستفيد منها في المستقبل و تذكّر بأن الفشل سيتكرر اذا لم تفهم الدرس بشكل جيد أو لم تستفد من التجربة. و لا تُقدم على الزواج من شخص آخر في هذه المرحلة و أنت غير مستقر نفسيا ففي أغلب الأحيان يتكرر الفشل في الزواج.


٤: اذا كان قد آذاك هذا الشخص يوماً و انت لا زلت غاضباً فأنت تشبه من مد يده و في يده كوب فارغ،  مع ان الكوب وزنه خفيف و لكن لو بقيت  ماداً يدك و ماسكاً به لفترة طويلة ستتعب و غالبا بعد فترة وجيزة ستشعر و كأن هذا الكوب الخالي وزنه أطناناً على يدك حتى لم تعد تحتمله. فهذا الكوب يمثل الغضب الذي بداخلك فكلما تمسكت به ستشعر بثقله أكثر و أكثر على كاهلك فأحسن حل هو أن تغفر للشخص الذي آذاك . ستقول و لكن كيف؟ و الموضوع ليس سهلاً ابداً. تعال لنحلل أسباب ايذاء الطرف الآخر.


غالباً إيذاء الآخرين لنا بسبب الأمور التالية:


 النوع الأول احياناً الشخص يؤذينا بدون أن يقصد فهو ينظر إلى الأحداث من وجهة نظر مختلفة و هذا يسهل علينا أن نغفر له، فهذا الشخص ليس شريراً بطبعه و لكنه لا يفهم وجهة نظرنا ,هو فقط متمسك بوجهة نظره حتى ولو كانت خاطئة ( نبتعد عنه و نغفر له) فنحن شخصين مختلفين لا يفهم أحدنا الآخر.

النوع الثاني الشخص يؤذينا بقصد مثل الضرب او جرح المشاعر بتعمد و لكن لو تنظر بعمق سترى بأنه يعاني من مشاكل نفسية من الطفولة ، أحيانا يكون الشخص قد عانى في طفولته من أم أو أب قاس بالضرب أو قاس بالمشاعر. فهو لم يتخلص من هذه العقدة ، هو بالواقع مسكين و رهين لعقده النفسية ( فإذا كان هذا هو شريك حياتك فاشكر الله أنك قد انتهيت من شخص معقد نفسياً وتذكر أنك لست مسؤولا لإصلاح نفسيته. فكل شخص مسؤول عن نفسه ،فيكفي أن  تبتعد عنه و تغفر له رحمة بحال نفسك و اشكر الله أن أعطاك القوة لتجاوز الاختبار بأقل الخسائر الممكنة) و لا تنس ابداً أن المغفرة عند المقدرة هي من صفات المؤمنين.

النوع الثالث من يؤذي و يستمتع بالإيذاء:  هذا الشخص فمريض بلا شك و يرتاح عندما ينشر الشر و البغضاء. فإذا تمسكنا بالغضب و نشرناه نحن أيضا كنا كشريك له في بث الشر، حتى نكسر سلسلة الشر التي بدأها الشخص الأول يجب أن نتوقف عن الغضب . قل لنفسك أنا لست شريكاً له في نشر الشر ، فالشر دائماً يرجع لصاحبه ، فالدنيا كما تدين تدان، فإذا أنا نشرت غضبي بضربي للأطفال أو ايذاء من في البيت بحجة أني غاضب فكأن الشرير قد فاز ونحن أصبحنا ألعوبة بيديه يُغضبنا متى يشاء و هو الآن صار سيدنا عندما مسك زمام امور مشاعرنا، الآن و ليس غداً لا تسمح له أن يلعب بأعصابك فهو يستمتع عندما يراك غاضبا فلا تعطيه هذه اللذة ، فالغفران و التمسك بهدوء الأعصاب هي أفضل مكافأة تعطيها لنفسك و أفضل انتقام تُنزله على الشخص المريض نفسيا. تذكر أن المغفرة ليست ضعفاً بل هي قوة.


تارة عندما نمر بمشكلة عويصة في الحياة لا ندري لماذا حلت بنا و لكن لو تعمقنا و بحثنا و انتظرنا حتى يهدأ الألم سنرى بأن المشكلة كانت سبباً في تغييرنا إلى الأفضل . فكل ما يأتي من الله خير. فالصعوبات هي كالسلم نرتقي بها إلى الأمام بقوة و عزيمة ، فلا نجعل المشاكل كمن تنزلق قدماه على هذا السلم إلى هاوية الغضب قال علي عليه السلام "الغضب نار موقدة، من كظمه أطفأها، ومن أطلقه كان أول محترق بها".

و في الأخير دائما أذكّر نفسي و من أحب بأسماء الله الحسنى التي هي أفضل حل فمثلا عندما اردد" يا معين" أرى استعانة إلهيّة. و عندما ابحث عن شيء اقول "يا مُظهر" سيظهر الله  الحلول لحل المشاكل و لو بعد حين و عندما أريد سلاماً و هدوءً أقول " يا سلام" و عندما اريد ألفة بيني و بين شخص أقول "يا رؤوف و يا رحيم" نستعين باسماء الله الحسنى و نتأسى بأشرف الخلق محمد عليه الصلاة و السلام ( و لكم في رسول الله أسوة حسنة).

أتمنى لكم حياة مليئة بالحب في كل جوانب الحياة

 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات