هل يوجد رجم في الإسلام ؟
تعالوا نتأمل كلمة الرجم أين وردت في القرآن الكريم
و أريدك أن تنتبه أن الرجم المذكور في جميع الآيات يدل على الطرد و ليس الضرب بالحجر
١: قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ…﴿٩١ هود﴾ يعني لو لا وجود عشيرتك هنا لطردناك من المدينة
٢: إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠ الكهف﴾
المعنى : إن اكتشفوا من أنتم إما أن يطردوكم من المدينة أو يعيدوكم إلى الكفر الذي هم فيه.
٣:قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (٤٦ مريم) أي أطردك من بيتي و أريدك أن تهجر المكان أو المدينة بالكامل
٤:قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ﴿١١٦ الشعراء﴾ ستكون من المطرودين من المدينة
٥: قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨ يس﴾
٦: وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ ﴿٢٠ الدخان﴾
٧: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ﴿٥ الملك﴾ أي طرد الله الجن من دخول السماء.
٨ و ذكر القرآن الكريم الشيطان في آيات متعددة بالرجيم مثل قوله تعالى قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤ الحجر﴾ واضح الطرد هنا
الدليل على أن الرجم هو الطرد: أولاً الآية و جعلناها رجوما للشياطين فالله لم يضرب الشياطين بالصخر بل طردهم من الدخول إلى السماء لأنهم استخدموا هذه القابلية للشر. فالرجم هنا هو الطرد من دخول السماء.
ثانياً تؤكد هذا المعنى أيضا الآيات الكثيرة التي تذكر الشيطان بأنه رجيم أي مطرود من رحمة الله و لم تأتي أبداً بمعنى الضرب بالصخر بأي من الآيات التي ذُكرت. فالله بعد تكبر ابليس و عدم سجوده سماه رجيما و غاية ما صنع به أنزله إلى الأرض أي طرده من منازل القرب.
الآن نأتي إلى الزنا في القرآن الكريم
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢ النور﴾ واضح بنص قرآني أن حكم الزاني هو الجلد و ليس حتى الرجم
إنتباه: الزاني بنص قرآني جزاؤه مائة جلدة و مجموعة من الناس شهود على ذلك للعبرة
قال تعالى ( فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ) النساء/ 25 ، و هنا يتكلم القرآن عن "الأمة" و هي المرأة التي ليست حرة إذا أتت بالفاحشة بعد زواجها عليها نصف العذاب و لا يمكن أن نجعل الرجم نصف لانه موت و لكن يمكننا أن نجعل حد الجلد إلى النصف ليكون خمسين جلدة.
ما معنى الزنا؟ و من هو الزاني؟
الزنا هو ممارسة الجنس بالعلن و لهذا عندما ذكر القرآن الزنا لم يطلب أربعة شهود فكل الناس شواهد على ذلك و لكن ان فعلت الفاحشة المحصن(المحصنة من لها زوج) طلب أربعة شهود لقوله تعالى
(وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥ النساء﴾ و هنا عندما أتت بالفاحشة إمرأة من نساء المؤمنين لم يقل حتى بالجلد و لكن الإمساك في البيت حتى الوفاة خوفاً عليها لعدم سيطرتها على الشهوة من الدخول في المحرّم ثانيةً. ثم لم يسكر الباب عليها إلى الأبد بل قال يجعل لها سبيلا و السبيل هو التوبة و الاستغفار.
و لكن هل يغفر الله من تأتي بالفاحشة؟
نعم لقوله تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥ آل عمران﴾ فلو كان مجرد فعل الفاحشة مرة واحدة يمنع و يطرد من رحمة الله إلى الأبد لما طلب الله منهم أن يستغفروا و يتوبوا و جعل شرطا لقبول التوبة و هو عدم الإصرار على الفعل أي عدم العودة لفعل الفاحشة ثانية.
ما هي شروط ثبوت الزنا على الشخص :
١: أن لا يكون جاهلاً بالحكم و الحكم هو مائة جلدة و يشهد ذلك طائفة من المؤمنين
٢: البلوغ ٣: العقل فلا حد على المجنون ٤: الاختيار و أن لا يكون مُكرهاً ٥: الإقرار بالفعل أربع مرات أو ٦: وجود الشهود الأربعة العدول جميعاً و قد شاهدوا كذا في كذا شهادة العين و من زاوية واحدة و أي اختلاف ولو بسيط في أقوالهم يكون سبباً في تفسيقهم جميعاً و يثبت عليهم حد القذف. و بهذه الشروط يتضح على أنها شروط تعجيزية و إنما جُعلت للتخويف حتى لا تصل مثل هذه الأمور إلى مرحلة القيام بها جهارا لأن فيها فساد المجتمع.
إذن من أين جاء بعض العلماء بالرجم بالصخر على مر القرون ؟
هناك رواية منسوبة إلى عمر بن الخطاب قال: إن الله تعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها، وعقلتها، ووعيتها، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله تعالى، فالرجم حق على من زنى إذا أحصن من الرجال، والنساء إذا قامت البينة، أو كان الحبل، أو الاعتراف، وقد قرأتها: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، نكالاً من الله، والله عزيز حكيم
و الرواية الثانية هي عن أبي بن كعب - قال: كانت سورة الأحزاب توازي سورة البقرة، فكان فيها: الشيخ والشيخة إذا زنيا، فارجموهما البتة. صحيح ابن حبان.و الرواية الثالثة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنه قَالَ : " أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَنَادَاهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي زَنَيْتُ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ حَتَّى رَدَّدَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ دَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( أَبِكَ جُنُونٌ ؟ ) قَالَ : لَا قَالَ : ( فَهَلْ أَحْصَنْتَ ) قَالَ : نَعَمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ ) .
رواه البخاري ( 6430 ) ومسلم ( 1691 ) .
و الرواية الرابعة : كذلك ذَكَرَ ابن حزم قولاً لعائشة وهو: “لقد نزلَتْ آيةُ الرجْم والرضاعة فكانتا في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله ﷺ تشاغلنا بموته فدخل داجنٌ فأكلها.” (المحلى لابن حزم، الجزء 11: كتاب الحدود حد الحر والحر والمحصنين
أما الذين يعملون بهذه الروايات فكلامهم غير مقبول للأسباب التالية
أولاً :لو صحت هذه الروايات تعني سقوط آية من القرآن فلا أظن مسلماً يقبل بالتحريف و سقوط الآيات من القرآن الكريم.
ثانياً: يتهمون الرسول في هذه الكتب أنه قد طبق الرجم بالصخر مطبقاً أحكام التوراة ثم جاءت آية النور فنسخت الرجم و هذا غير صحيح فهو الذي لا ينطق عن الهوى فكيف يمشي وراء أهل التوراة أو يعمل بشيء في رأيه و الرجم لا ينطبق حتى مع رحمة الرسول و لا سيرته فهو الذي يصفه القرآن بالرؤوف الرحيم.
ثالثا: كيف نرضى أن ننسخ القرآن بروايات فالقرآن هو الأساس و النص واضح البيان و الروايات كلها ظنية الدلالة ،و الظن لا يغني عن الحق شيئاً، فاذا جاءت الروايات موافقة للقرآن نقبلها أما إذا جاءت مخالفة للقرآن فنطرحها عرض الجدار.
رابعا: تذكر الروايات هذه كلها (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة) في حين ان بالعربية ليس لدينا كلمة شيخة .فالقرآن يذكر في قوله تعالى : قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰٓ ءَأَلِدُ وَأَنَا۠ عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِى شَيْخًا) كما ترى فالشيخ هو الرجل الكبير أما المرأة الكبيرة في العمر فهي عجوز و ليست شيخة . فحتى النص ضعيف و الكثير من العلماء قالوا ليس فيها حتى بلاغة القرآن.
خامساً: أن حد القاتل هو القتل و يمكن إتيان الدية إذا وافق أهل المقتول و هو أعظم حد في الإسلام فكيف يُجعل حد الزنا القتل بالصخر و هذا لا يتناسب مع الجريمة. فالقتل يعبر عنه القرآن بأنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا. فأين هي من الزنا؟!
سادساً: الرجم هو سنة يهودية مسيحية قد ذُكرت و لازالت موجودة في كتبهم فلماذا نحن كمسلمين نركض وراء اليهود !
سند وجود الزنا من عند اليهود : اليهود يرجمون لا فقط الزاني بل حتى من يعمل يوم السبت مثلا سفر العدد
32 ولما كان بنو إسرائيل في البرية وجدوا رجلا يحتطب حطبا في يوم السبت. 33 فقدمه الذين وجدوه يحتطب حطبا إلى موسى وهارون وكل الجماعة. 34 فوضعوه في المحرس لأنه لم يعلن ماذا يفعل به. 35 فقال الرب لموسى: «قتلا يقتل الرجل. يرجمه بحجارة كل الجماعة خارج المحلة». 36 فأخرجه كل الجماعة إلى خارج المحلة ورجموه بحجارة، فمات كما أمر الرب موسى.
الاستنتاج الأخير: لا يوجد رجم بالقرآن الكريم بمعنى الضرب بالصخر و ثانياً حد الزاني و الزانية هو الجلد مائة جلدة كما هو واضح بالقرآن و الزنا هو ممارسة الجنس علناً و أما المحصنة من نساء المؤمنين يحتاج ثبوت الأمر عليها شروطاً تعجيزية قد ذكرتها جميعاً ولو ثبت عليها الفاحشة فحدها هو جعلها في البيت حتى يتوفاها الله تعالى و قد ذكرت أيضا الروايات التي تأمر بالرجم و رددتها جميعا بستة أدلةلو أعجبك الكلام رجاءً انشره لأنهم يحاولون أن يجعلوا من الإسلام ديناً همجياً و نصوص
القرآن واضحة المعالم و شكرا لكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق