بحث شامل عن الملائكة وأعمالهم




 لماذا جعل الله الاعتقاد بالملائكة من ضروريات الدين فأدرجها  حتى قبل الإيمان بالأنبياء عندما قال تعالى :آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله} البقرة:٢٨٥.


لكن قبل ذلك فالنتعلم شيئاً عن الملائكة


أسماء الملائكة المذكورة في القرآن:

 جبريل و ميكال في قول الله تعالى: (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّـهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ).

مالك و هو خازن النار: قال تعالى: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ)


هاروت وماروت: في قوله تعالى: (وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)

وهما اللذان قد علما السحر للبشر عندما انتشر السحر على يد الشياطين لكي يستطيع البشر أن يُبطلوا السحر و يستخدموه للخير لا للشر و كانوا فتنة أي اختباراً للبشرية (حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ).


أعمال الملائكة المذكورة في القرآن: 


١- الرسل (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ )


٢-  الملكان الموكلان بكتابة أعمالنا ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

٣- ملك الموت و الرسل الموكلون بأخذ الروح : ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [السجدة: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ


٤- السائق او الشهيد في يوم القيامة للوصول إلى المكان الذي يستحقه الإنسان ﴿وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴾ [ق: 21].

٥- من الملائكة شفعاء للمؤمنين ﴿لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾ [مريم: 87]، ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم: 26]

٦- خازن جهنم: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾ [الزخرف: 77].

و  العاملون في النار ﴿ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ ﴾ [التحريم: 6].

7- حملة العرش الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ غافر ٧وقد ذُكروا في قوله تعالى: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)

8- المستغفرون للإنسان و المسبحون ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الشورى: 5]

9- المعلمون للبشر : وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ


10- المحاربون مع البشر : إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴿9 الأنفال﴾


11: الحفظة: قال تعالى: ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ)

12: خزنة الجنة: قال تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)

13: المدبرات أمرا : {فالمدبرات أمرا} النازعات:٥ 


و هناك آيات اختلف فيها المفسرون في سورة النازعات ١-٤و المرسلات ١-٤ و الصافات تشير إلى أعمال المدبرات أمرا

14: النفخ في الصور و  قالوا بأن اسرافيل هو الذي ينفخ في الصور لكن اسمه غير مذكور في القرآن الكريم  المصادر السنية و هي في مسلم ج١ /٥٣٤ رقم الحديث ٧٧٠ و ذُكر في المستدرك  و أما المصادر الشيعية: مذكور في كلمات الامام السجاد (ع) (وَإسْرافِيْلُ صَاحِبُ الصُّوْرِ، الشَّاخِصُ الَّذِي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الاذْنَ وَحُلُولَ الامْرِ، فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعى رَهَائِنِ الْقُبُورِ)

15- الوقوف مع المؤمنين عند الشّدائد و تثبيت قلوبهم: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}.

أما هل الملائكة مخلوقات من نور لم أجدها في القرآن الكريم بل هي رواية في كتاب مسلم  و يقول بهذه النظرية الفلاسفة و العرفاء كنظريات من دون إثباتات. و لعل لقصري في البحث لم أجدها في أدعية الأئمة 

 أما عن أجسامهم 

توجد الاية  تذكر أن الرسل من الملائكة لهم أجنحة : {الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد فى الخلق ما يشاء إن الله على كل شىء قدير} و في المراد من الأجنحة هناك خلاف بين المفسرين. 

و هناك آية تشير أيضا أنهم يستطيعون أن يتمثلوا بأي شكل يشاؤون بإذن الله (فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا} مريم:١٦ - ١٧

و هناك آية تتكلم عن عدم أكلهم للطعام (فَلَمَّا رَءَآ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) و هذه الآية عن قصة ابراهيم عندما طبخ لهم العجل و قدّمه إليهم رأى بأنهم لم يأكلوا منه و في دعاء الإمام السجاد (ع) (وَأَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعَامِ والشَّرَابِ بِتَقْدِيْسِكَ) و يقول الامام علي عنهم 

لَمْ يَسْكُنُوا الْأَصْلاَبَ، وَلَمْ يُضَمَّنُوا الْأَرْحَامَ، وَلَمْ يُخْلَقُوا (مِنْ مَاءٍ مَهيٍن) (2)، وَلَمْ يَتَشَعَّبْهُمْ (رَيْبَ الْمَنُونِ)

وقد ذم الله سبحانه الذين يسمون الملائكة تسمية الأنثى، فقال: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَىٰ . وقال تعالى: ﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾  

عصمة الملائكة في القرآن الكريم:

(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾

(عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.

قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾. 

نرجع الآن إلى السؤال الأول لماذا قد جعل الله الإعتقاد بالملائكة من أساسيات العقيدة: 

أولا: الاعتقاد بالملائكة يدخل تحت الاعتقاد بالغيب و هو قد ورد في أول الكتاب في قوله تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة… و لأهمية الاعتقاد بالغيب قد درّسته في حلقة منفصلة و سأدرج الرابط لكم لمن يحب المزيد 

ثانياً: الملائكة هي الرسل التي تُنزل الوحي والكتب السماوية فهي الواسطة فيجب الاعتقاد بها قبل الإعتقاد بالأنبياء و لسبق وجودهم تكوينا على الإنسان. 

ثالثا: للإِشارة إلى أهمية فهم قاعدة الأسباب و المسببات فهي المدبرات أمرا و هي السبب لتنفيذ أوامر الله في الكون. فكم من البشر قد ضاعوا يعبدون اصناماً و يُشركون بالله لأنهم لم يأخذوا بالأسباب الحقيقية التي توصل إلى الله و لا زلنا نرى بعض الناس إلى يومنا هذا يعتقدون بخواتم تجلب الرزق أو غيره و نذور او اقفال يضعونها على الأشجار او الحيوانات فلو كانوا قد عرفوا الأسباب الحقيقية لما وصلوا إلى هذه المرتبة و قد قال تعالى وجعلنا لكل شيء سببا.

سادرج في صفحتي الإلكترونية بعض كلمات الائمة الطاهرين لمن أراد أن يتمعن اكثر  www.hamsalsalam.com


كلمات الإمام السجاد عن الملائكة :

اللَّهُمَّ وَحَمَلَةُ عَرْشِكَ الَّذِينَ لا يَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبِيحِكَ، وَلا يَسْـأَمُـونَ مِنْ تَقْـدِيْسِـكَ، وَلا يَسْتَحسِرُونَ مِنْ عِبَادَتِكَ، وَلاَ يُؤْثِرُونَ التَّقْصِيرَ عَلَى الْجِدِّ فِي أَمْرِكَ، وَلا يَغْفُلُونَ عَنِ الْوَلَهِ إلَيْكَ.

وَإسْرافِيْلُ صَاحِبُ الصُّوْرِ، الشَّاخِصُ الَّذِي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الاذْنَ وَحُلُولَ الامْرِ، فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعى رَهَائِنِ الْقُبُورِ.

وَمِيكَآئِيلُ ذُوالْجَاهِ عِنْدَكَ، وَالْمَكَانِ الرَّفِيعِ مِنْ طَاعَتِكَ.

وَجِبْريلُ الامِينُ عَلَى وَحْيِكَ، الْمُطَاعُ فِي أَهْلِ سَمَاوَاتِكَ، الْمَكِينُ لَدَيْكَ، الْمُقَرَّبُ عِنْدَكَ، وَالرُّوحُ الَّذِي هُوَ عَلَى مَلائِكَةِ الْحُجُبِ، وَالرُّوحُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَمْرِكَ.

أَللَّهُمَّ فَصَلِّ عليهم وَعَلَى الْمَلاَئِكَـةِ الَّـذِينَ مِنْ دُونِهِمْ مِنْ سُكَّـانِ سَمَاوَاتِكَ وَأَهْلِ الامَانَةِ عَلَى رِسَالاَتِكَ، وَالَّذِينَ لا تَدْخُلُهُمْ سَأْمَةٌ مِنْ دؤُوب، وَلاَ إعْيَاءٌ مِنْ لُغُوب وَلاَ فُتُورٌ، وَلاَ تَشْغَلُهُمْ عَنْ تَسْبِيحِكَ الشَّهَوَاتُ، وَلا يَقْطَعُهُمْ عَنْ تَعْظِيمِكَ سَهْوُ الْغَفَـلاَتِ، الْخُشَّعُ الابْصارِ فلا يَرُومُونَ النَّظَرَ إلَيْكَ، النَّواكِسُ الاذْقانِ الَّذِينَ قَدْ طَالَتْ رَغْبَتُهُمْ فِيمَا لَدَيْكَ الْمُسْتَهْتِرُونَ بِذِكْرِ آلائِكَ وَالْمُتَوَاضِعُونَ دُونَ عَظَمَتِكَ وَجَلاَلِ كِبْرِيآئِكَ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ إذَا نَظَرُوا إلَى جَهَنَّمَ تَزْفِرُ عَلَى أَهْلِ مَعْصِيَتِكَ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَـادَتِكَ.

فَصَـلِّ عَلَيْهِمْ وَعَلَى الـرَّوْحَـانِيِّينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ، وَ أهْلِ الزُّلْفَةِ عِنْدَكَ، وَحُمَّالِ الْغَيْبِ إلى رُسُلِكَ، وَالْمُؤْتَمَنِينَ على وَحْيِكَ وَقَبائِلِ الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ اخْتَصَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ، وَأَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعَامِ والشَّرَابِ بِتَقْدِيْسِكَ، وَأسْكَنْتَهُمْ بُطُونَ أطْبَـاقِ سَمَاوَاتِكَ، وَالّذينَ عَلَى أرْجَآئِهَا إذَا نَزَلَ الامْرُ بِتَمَامِ وَعْدِكَ، وَخزّانِ الْمَطَرِ وَزَوَاجِرِ السَّحَابِ، وَالّذِي بِصَوْتِ زَجْرِهِ يُسْمَعُ زَجَلُ ألرُّعُوْدِ، وَإذَا سَبَحَتْ بِهِ حَفِيفَةُ السّحَـابِ الْتَمَعَتْ صَوَاعِقُ الْبُرُوقِ.

وَمُشَيِّعِيْ الْثَلْجِ وَالْبَرَدِ. وَالْهَابِطِينَ مَعَ قَطْرِ الْمَطَر إَذَا نَزَلَ، وَالْقُوَّامِ عَلَى خَزَائِنِ الرّيَاحِ، وَ المُوَكَّلِينَ بِالجِبَالِ فَلا تَزُولُ.

وَالَّذِينَ عَرَّفْتَهُمْ مَثَاقِيلَ الْمِياهِ، وَكَيْلَ مَا تَحْوِيهِ لَوَاعِجُ الامْطَارِ وَعَوَالِجُهَا، وَرُسُلِكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إلَى أهْلِ الارْضِ بِمَكْرُوهِ مَا يَنْزِلُ مِنَ الْبَلاءِ، وَمَحْبُوبِ الرَّخَآءِ، والسَّفَرَةِ الْكِرَامِ اَلبَرَرَةِ، وَالْحَفَظَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ، وَمَلَكِ الْمَوْتِ وَأعْوَانِهِ، وَمُنْكَر وَنَكِير، وَرُومَانَ فَتَّانِ الْقُبُورِ، والطَّائِفِينَ بِالبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَمَالِك، وَالْخَزَنَةِ، وَرُضْوَانَ، وَسَدَنَةِ الْجِنَانِ وَالَّذِيْنَ لاَ يَعْصُوْنَ اللّهَ مَا أمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ.

وَالَّذِينَ يَقُولُونَ: ﴿سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الـدّارِ﴾. والزّبانيةُ الذّينَ إذَا قِيْـلَ لَهُمْ: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوْهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوْهُ ابْتَدَرُوهُ سِرَاعاً وَلَمْ يُنْظِرُوهُ﴾. وَمَنْ أوْهَمْنَا ذِكْرَهُ، وَلَمْ نَعْلَمْ مَكَانَهُ مِنْكَ، وَبأيِّ أمْر وَكَّلْتَهُ.

وَسُكّانُ الْهَوَآءِ وَالارْضِ وَالمآءِ، وَمَنْ مِنْهُمْ عَلَى الْخَلْقِ فَصَلِّ عَلَيْهِمْ يَوْمَ تَأْتي كُلُّ نَفْس مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ، وَصَلّ عَلَيْهِمْ صَلاَةً تَزِيدُهُمْ كَرَامَةً عَلى كَرَامَتِهِمْ، وَطَهَارَةً عَلَى طَهَارَتِهِمْ اللّهُمَّ وَإذَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلاَئِكَتِكَ وَرُسُلِكَ، وَبَلَّغْتَهُمْ صَلاَتَنَا عَلَيْهِمْ، فَصَلِّ عَلَيْهِمْ بِمَا فَتَحْتَ لَنَا مِنْ حُسْنِ الْقَوْلِ فِيْهِمْ إنَّكَ جَوَاْدٌ كَرِيمٌ.


كلمات الإمام علي في نهج البلاغة عن الملائكة : 

خلق الملائكة

ثُمَّ فَتَقَ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ الْعُلَا فَمَلَأَهُنَّ أَطْوَاراً مِنْ مَلَائِكَتِهِ مِنْهُمْ سُجُودٌ لَا يَرْكَعُونَ وَرُكُوعٌ لَا يَنْتَصِبُونَ وَصَافُّونَ لَا يَتَزَايَلُونَ وَمُسَبِّحُونَ لَا يَسْأَمُونَ لَا يَغْشَاهُمْ نَوْمُ الْعُيُونِ وَلَا سَهْوُ الْعُقُولِ وَلَا فَتْرَةُ الْأَبْدَانِ وَلَا غَفْلَةُ النِّسْيَانِ وَمِنْهُمْ أُمَنَاءُ عَلَى وَحْيِهِ وَأَلْسِنَةٌ إِلَى رُسُلِهِ وَمُخْتَلِفُونَ بِقَضَائِهِ وَأَمْرِهِ وَمِنْهُمُ الْحَفَظَةُ لِعِبَادِهِ وَالسَّدَنَةُ لِأَبْوَابِ جِنَانِهِ وَمِنْهُمُ الثَّابِتَةُ فِي الْأَرَضِينَ السُّفْلَى أَقْدَامُهُمْ وَالْمَارِقَةُ مِنَ السَّمَاءِ الْعُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ وَالْخَارِجَةُ مِنَ الْأَقْطَارِ أَرْكَانُهُمْ وَالْمُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ الْعَرْشِ أَكْتَافُهُمْ نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصَارُهُمْ مُتَلَفِّعُونَ تَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنْ دُونَهُمْ حُجُبُ الْعِزَّةِ وَأَسْتَارُ الْقُدْرَةِ لَا يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بِالتَّصْوِيرِ وَلَا يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ الْمَصْنُوعِينَ وَلَا يَحُدُّونَهُ بِالْأَمَاكِنِ وَلَا يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالنَّظَائِرِ .

و أيضا في الخطبة ١٠٩ من نهج البلاغة يقول عليه السلام : 

في الملائكة الكرام


مِنْ مَلاَئِكَةٍ أَسْكَنْتَهُمْ سَمَاوَاتِكَ، وَرَفَعْتَهُمْ عَنْ أَرْضِكَ؛ هُمْ أَعْلَمُ خَلْقِكَ بِكَ، وَأَخْوَفُهُمْ لَكَ، وَأَقْرَبُهُمْ مِنْكَ؛ لَمْ يَسْكُنُوا الْأَصْلاَبَ، وَلَمْ يُضَمَّنُوا الْأَرْحَامَ، وَلَمْ يُخْلَقُوا (مِنْ مَاءٍ مَهيٍن) (2)، وَلَمْ يَتَشَعَّبْهُمْ (رَيْبَ الْمَنُونِ) (3)؛ وَإِنَّهُمْ عَلَى مَكَانِهمْ مِنْكَ، وَمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَكَ، وَاسْتِجْمَاعِ أَهْوَائِهِمْ فِيكَ، وَكَثْرَةِ طَاعَتِهِمْ لَكَ، وَقِلَّةِ غَفْلَتِهِمْ عَنْ أَمْرِكَ، لَوْ عَايَنُوا كُنْهَ مَا خَفِيَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ لَحَقَّرُوا أَعْمَالَهُمْ، وَلَزَرَوْا (4) عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَلَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَمْ يَعْبُدُوكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، وَلَمْ يُطِيعُوكَ حَقَّ طَاعَتِكَ.







تعلمت من سورة يوسف ٢٤ معلومة

  



1- النسب لا يكفي ليكون الإنسان صالحا فأولاد يعقوب الأغلب كانوا غير صالحين 

2- الحسد صفة مخيفة قد توصل صاحبها إلى جريمة القتل  ٱقۡتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطۡرَحُوهُ أَرۡضٗا يَخۡلُ لَكُمۡ وَجۡهُ أَبِيكُمۡ 

3- قد يعيش الشخص مع نبي و  لا يدرك عظمته و يظنه على ضلال إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ . و كم من أشخاص عاشوا مع النبي محمد (ص) و لم يعرفوا عظمته 

4- حتى يبرر لنفسه فعل الشر يواعد نفسه  بأنه سيقوم بالشر مرة واحدة ثم يتوب اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ 

5- الجريمة سلاحها الكذب قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ و لهذا قالوا الكذب مفتاح كل جريمة 

6- الكذاب يؤكد كثيرا على نواياه خوفا من ان يعرف الآخرون حقيقته وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ *وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ*

7- اذا اردت حكما و علما عليك بالإحسان 

وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥٓ ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ

8- في لحظة الضعف فقط المدد الإلهي ينقذ الإنسان من الوقوع في الفحشاء (كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ) و لهذا حتى نبي من الأنبياء يحتاج أن يستعين بالله.

9- لماذا الله ساعد يوسف و صرف عنه كيدهن؟ كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ السبب هو الإخلاص لله فإذا أردنا ان يصرف الله عنا السوء و الفحشاء علينا بالإخلاص.

10- راودت زليخا يوسف عن نفسه شهوة لا حبا فالمحب لا يقول لحبيبه(وَلَئِن لَّمۡ يَفۡعَلۡ مَآ ءَامُرُهُۥ لَيُسۡجَنَنَّ وَلَيَكُونٗا مِّنَ ٱلصَّٰغِرِينَ) و المحب لا ينسى حبيبه لحظة فكيف بها و قد نسته في السجن  بضع سنين  فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجۡنِ بِضۡعَ سِنِينَ و المحب لا يشارك من يحب مع الآخرين و هي أرادته لنفسها و لنساء المدينة (مَا خَطۡبُكُنَّ إِذۡ رَٰوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفۡسِهِ)

11- بعض انواع المكر و الشهوة من البشر يحتاج إلى تصريفة من الله فهي أعظم من قدرة حتى نبي من الأنبياء (وَإِلَّا تَصۡرِفۡ عَنِّي كَيۡدَهُنَّ أَصۡبُ إِلَيۡهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ) 

12- اعتبر يوسف أن الذي يدخل بالمحرمات من هذا النوع فهو حقاً من الجاهلين. 

13- بعد طلب الاستعانة بصدق من الله دائما يأتي الفرج(فَٱسۡتَجَابَ لَهُۥ رَبُّهُۥ فَصَرَفَ عَنۡهُ كَيۡدَهُنَّۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ)

14- نحتاج إلى الرحمة الإلهية لنمسك بزمام النفس الامارة بالسوء و لهذا ندعوا كل يوم بالصلاة بالرحمن الرحيم مرات عديدة ( وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِيٓۚ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ)

15- اذا جزمت أنك الشخص المناسب لفعل اي عمل  خير اطلبه و بادر لتحقق الخير  (ٱجۡعَلۡنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلۡأَرۡضِۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٞ) قد علم يوسف أنه لا أحد أفضل منه في حفظ خزائن الأرض و لهذا بادر بطلب الولاية

16 لو يجتمع الناس كلهم ضدك ليجعلوك في غيابة الجب او في السجن يبقى سلطان الله و قضائه فوق أيدي الجميع انتبه ان هذا النجاة و الدعم لعله خاص بالمحسنين (نُصِيبُ بِرَحۡمَتِنَا مَن نَّشَآءُۖ وَلَا نُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ) فالإحسان يأتي بثماره و لو بعد طول عناء 

17- اليأس من الفرج من صفات الكافرين (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون

18- العفو عند المقدرة و دون لوم او تأنيب من صفات الأنبياء (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو ارحم الراحمين) التثريب هو اللوم و التانيب

لم يلم يوسف اخوته و لم يؤنبهم ثم طلب من الله أن يغفر لهم فأين نحن من هذه العظمة على من ظلمنا

19- لا تيأس من غفران الله فحتى بعد محاولة القتل و بعد ايذائهم لأخيه بنيامين هَلۡ عَلِمۡتُم مَّا فَعَلۡتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذۡ أَنتُمۡ جَٰهِلُونَ و بعد اعتقادهم ان اباهم على الضلال إِنَّكَ لَفِي ضَلَٰلِكَ ٱلۡقَدِيمِ عندما اعترفوا بذنوبهم قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِـِٔينَ قال لهم يعقوب  سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ أي لم يُغلق الله باب المغفرة عليهم.  

20: من دعوات الأنبياء للحفظ (فَٱللَّهُ خَيۡرٌ حَٰفِظٗاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ)

21: إخوان يوسف الذين قالوا سنقتل يوسف ثم نكون من بعده قوماً صالحين بعد عشرات السنين كانوا لا يزالون غير صالحين كذبوا مرة أخرى : قَالُوٓاْ إِن يَسۡرِقۡ فَقَدۡ سَرَقَ أَخٞ لَّهُۥ مِن قَبۡلُۚ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفۡسِهِۦ وَلَمۡ يُبۡدِهَا لَهُمۡۚ قَالَ أَنتُمۡ شَرّٞ مَّكَانٗاۖ فوصفهم يوسف : أنتم شر مكاناً . الأخطاء العظيمة تضع بصمة في القلب نادراً ما يتخلص الإنسان منها.


22 من دعاء الأنبياء للتوفيق بالدنيا و الآخرة  فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ أَنتَ وَلِيِّۦ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ تَوَفَّنِي مُسۡلِمٗا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّٰلِحِينَ

23: الفرج الإلهي يأخذ أحياناً وقتاً طويلاً لكي يأتي حتى للأنبياء و ذلك ليختبر الله الجميع بالصبر و الثبات و قوة الإيمان  حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسۡتَيۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُۖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ 

24- بعض انواع النعم كالجمال الخارق و الذكاء الخارق قد يُدخل الإنسان في مشاكل كثيرة و حسد من اقرب الناس.

قال الملك عندما اشترى يوسف (عسى أن ينفعنا) فماذا رأى من ذكاء يوسف حتى اشتراه و ماذا رأوا اخوان يوسف من ذكائه حتى حسدوه.

اذا تعلمت شيئاً آخراً من سورة يوسف لا تبخل علينا بها

 ربي يفرج عنا و عنكم جميعاً و يثبتنا على دين الحق 

بقلم هدى الخاقاني








هل تقص يد السارق في الإسلام؟


 وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)المائدة

اختلف العلماء على مر التأريخ في عقاب السارق و السارقة فعلى رأي أغلب الشيعة تُقطع يد السارق من الأصابع فقط و يبقى الكف حتى يستطيع أن يتوضأ و يعبد الله و يقضي حاجاته. 

أما على رأي غالبية أهل السنة والجماعة فتُقطع الكف بأكملها من المفصل ثم توضع في زيت مغلي حتى تتسكر العروق ولا ينزف للموت.

إنتبه أنه  لم تكن في تلك العصور مضادات حيوية فأغلب الجرحى كانوا يموتون بعد الحروب فحتى فرضية قص عضو من جسم انسان مسلم مع إمكانية تعرضه للبكتيريا و موته كانت واردة. فهل برأيك قد يضع الله حداً للسرقة قد يصل إلى الموت؟.أترك الإجابة لك

و هناك من العلماء الذين قالوا بأن القطع لا يعني القطع الحسي و لكن تُقطع يده أي قوته و هيمنته عن مال المسلمين و ذلك بالسجن لتأديبه و كف أذاه عن المسلمين.

أما أدلة السنة و الشيعة فأنت تعلمها حسب مذهبك و هم يعتمدون الروايات التي وردت عندهم كلٌ على حسب رواياته و لكن أريد أن أدرج هنا الرأي الثالث بأدلته و هو أيضا مسنود بأدلة عقلية و قرآنية. و سأذكر قبل ذلك من هو السارق؟ و ما هي الشروط لتطبيق الحد الجزائي عليه.

السارق قالوا من سرق ربع دينار ذهبي و الدينار الواحد حاليا 4,25 غرام من الذهب 21 قيراط، تقدر قيمته حوالي 140 دولارًا أمريكيًّا و ربعه ٣٥ دولار تقريباً

هل برأيك يُعقل أن يسرق شخص ٣٥ دولار ما يعادل131 ريال سعودي و يكون جزاءه قطع يده؟ أترك الإجابة لك هنا أيضاً

أما شروط السارق لتطبيق الحد عليه فهي إثنا عشر شرطاً 

١- البلوغ‌،و قد اختلفوا أيضا في عمر البلوغ و له بحثه

٢- : العقل أي لا يكون مجنوناً.

٣- الاختيار، أي لا يكون مجبراً علي‌ السرقة‌.

٤- أن‌ يكون‌ قد سرق‌ من‌ حرز، أي من صندوق عليه قفل و له مفتاح فكسره و أخذ المال و أن‌ يكون‌ الهاتك‌ للحرز نفس‌ السارق‌ أي هو بنفسه يكسر الصندوق و يأخذ المال ليكون دليلا على عدم حاجته..

٥-  أن يكون عالماً بالحدود لا جاهلاً أي يعلم حد السرقة القص و يُقدم عليه بمعنى ان العلماء قد قاموا بتمام وظائفهم من بيان الشريعة بتمامها لا مقصورا على العبادات و المعاملات.

٦- أن لا تطرأ أي شبهة في السرقة فقد وردت روايات تقول ادرؤوا الحدود بالشبهات ما استطعتم، فلو حصل‌ أي شك أو شبهة  للقاضي، فلاحدّ عليه‌.

٧- أن يصل إلى حد النصاب و هو كما قلنا ربع دينار ذهبي ١٣١ ريال سعودي حالياً.

٨- أن‌ تكون‌ السرقة‌ بالخُفية و السر لا علناً  ،أي أن لا يكون الشخص نسى حاجته في الشارع مثلاً فأخذها السارق علناً.

٩- أن‌ يُطالب المسروق بقطع يد السارق ولا يعفو عنه.

١٠- أن لا يكون السارق جائعاً فيسرق حتى يُنقذ نفسه أو أهله من الهلاك.

١١-أن يكون القطع على يد نبي أو ولي أو معصوم أو حاكم عادل ( إنتبه أنه لا يوجد حاكم عادل من ١٤٠٠ سنة إلى الان) فكلٌ من بني أمية و بني العباس إلى حكامنا الحاليين لا يمثلون رسول الله (ص) و لا شريعة رب العالمين.

١٢- أن تثبت عليه السرقة بإعترافه على نفسه بلا دوافع خوف و وعيد أو شهادة رجلين عدول (تأمّل أن حتى الرجال العدول قلائل على مر التأريخ )

كما ترى فلو قلنا أيضا بالقص الحسي إن هذه الشروط تعجيزية لا تُطبق خاصة مع عدم وجود قاض عادل كنبي او وصي أو حاكم شرعي جامع للشرائط .فالآية للتخويف أكثر من أن تكون للتطبيق و ذلك لكف البغي و العدوان في المجتمع و لتربيتهم تربية حسنة.

أما أصحاب الرأي الثالث أي القائلين بالقص المعنوي (أي تُقطع يده أي قوته وهيمنته عن مال المسلمين وذلك بالسجن) قالوا أن السارق هو من تعوّد على السرقة لأن الآية قد جعلت السارق معرفة بالألف و اللام أي معروف عند الناس بالسرقة . و لم تقل من سرق بل قالت السارق ،فمثلا الشخص الذي يدرّس يوماً واحداً لا يسمونه مُدرس أو عالم و لأن هنا الآية تقول السارق أي مهنته السرقة و ليس سرقةً حدثت بالصدفة. أما أدلتهم على القص المعنوي سندرجها لك قريباً .


 قبل ذلك لو تقرأ رأي علماء النفس و علماء الإجتماع ستعرف أن الناس يسرقون للأسباب التالية:

الجوع و هو الأكثر شيوعاً و لهذا تزداد السرقة في الدول الفقيرة.

أمراض نفسية : كمن يسرق لمليء فراغ عاطفي او عملي في حياته.و قد تكون السرقة ناتجة عن الغيرة أو تدني احترام الذات أو ضغط الأقران. يصنف الخبراء هوس السرقة على أنه اضطراب في السيطرة على الانفعالات و يحتاج إلى علاج.

 المشكلات الاجتماعية: مثل الشعور بالإقصاء أو التجاهل أو الدونية. 

الجهل و عدم المعرفة: نستطيع بكل وضوح أن نرى أن السرقة تنتشر في البلاد المتدنية علما و تخف في البلاد الأكثر علماً.

اذن قبل قص يد جاهل او جائع علينا أولاً أن نعرف الأسباب التي تؤدي إلى السرقة فعلى الحكومات أولاً أن توصل نسبة البطالة إلى الصفر أي لا يبقى أحد جائع و ان لا تكون الانظمة جائرة من رئيس الدولة و ما دون 

ثم اذا كان السارق مريضاً نفسياً تعالجه ثم  توصل الناس إلى مرحلة من المعرفة و العلم حتى يُصبح المجتمع راقياً عارفاً بالمباديء و الأهداف  السامية حتى لا يصل إلى هذه المرحلة من الدناءة أن يمد يده إلى مال أخيه المسلم. و على عكس ما ينتشر في الآونة الأخيرة أن قيمة الشخص بكثرة ماله يجب أن يعمل الإعلام لتربية المجتمع أن قيمة الشخص بكثرة علمه و رقي أخلاقه و مبادئه و الخدمات التي يؤديها لنفسه وعائلته ومجتمعه. فإذا انتهت الاسباب التي تؤدي إلى السرقة فستتوقف السرقة كنتيجة لذلك


أما الرأي الثالث و هو أن القص معنوي أي منع قوته وهيمنته عن مال المسلمين وذلك لعله بالسجن فترة حتى يتعلم و تُشفى أمراضه النفسية ان كانت السرقة بسبب عدم الإحتياج و ليست بسبب جوع و قد ذكرنا الشروط سابقاً)

إنتبه أن القص الحسي سيجعل الشخص هذا من ذوي الإحتياجات الخاصة و الحكومة الإسلامية من واجباتها أن تقوم بإعالة جميع الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة ( طبعاً هذا عكس ما نراه في دولنا الإسلامية) فلا يمكن لأي شخص في الحكومة الإسلامية أن يُرمى في الشارع بل على الحكومة الإسلامية أن تعطيه من بيت مال المسلمين.

فهل برأيك تقص يده ثم تصرف عليه مدى الحياة هل هذا هو الحل المثالي للسرقة؟

أو تضعه بالشارع ليمد يده للمارة و يتصدقون عليه , فهل هذا هو العز الذي جاء به الإسلام للمسلمين؟

و ماذا عن عائلته فلعل لديه عائلة فهل تضعه و عائلته عالة على المسلمين؟ 

و هل برأيك الإسلام الذي سبب له بقطع يده و فضيحته مدى الحياة سيعود هذا الشخص لله ?أم طردناه إلى الأبد بتفسيرنا الخاطيء من ديانات السماء ؟

أترك إجابة  الأسئلة لكم



نأتي الآن لفهم معنى القطع في المعاجم و في القرآن الكريم :



  • قَطَعَ الْبِلاَدَ طُولاً : ‏عَبَرَهَا

  • قطع الصلاة: أي أوقفها

  • قَطَعَ الطَّيْرُ البلاد: طَارَتْ مِنْ بِلدٍ إِلَى بِلد

  • قَطْع الْعَلاَقَاتِ : أي أوقفهَا

  • قطْعُ التَّيَّارِ : تَوقف إِيصَالِ التَّيَّارِ و ليس بتر الواير 

  • قَطْعُ الطُّرُقِ : إِقَامَةُ حَوَاجِزَ لِمَنْعِ الْمُرُورِ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ ۖ

  • قَطْعُ  الفاكهة: غير متوفرة (لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ )﴿33 الواقعة﴾ أي الفاكهة متوفرة دائما

قَطْعًا: بصورة قطعيّة جازمة،(قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ) ﴿32 النمل﴾


قطع المسافة ، أي: اجتازها. وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢١ التوبة﴾


قطع اليد : يعني الجرح (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ …ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ …) ﴿٣١ يوسف﴾ أي جرحن أصابعهن و ليس بمعنى بتر الأيدي 

 ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) محمد /22  هل تقطيع الأرحام بالمنشار ام قطع الصلة بهم؟

، وقال تعالى ( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ .. ) الرعد /25 ، أي يمتنعون ، ويمنعون العمل بأوامر الله 

لو تنتبه سترى بأن القطع  بالمعاجم و القرآن الكريم يأتي بمعان مختلفة و ليس البتر حتى جزءاً منه, و يجب ان نعلم جميعاً أن لو كلمة جائت بمعان مختلفة حملها على معنى واحد يحتاج إلى بينة قطعية في الإسلام. في حين أن حتى حدود القص قد اختلف فيها المسلمون و الصحابة و الآية كما ترى واضحة الدلالة ( إقطعوا أيديهما): فكيف جزموا بأنها يد واحدة لا يدين اثنين كما في الآية و كيف حددوها بالأصابع أو الكف. فلو تقرأ التأريخ سترى بأن كل مجموعة من المسلمين كانوا يقولون بنوعية من القص. و هنا يُطرح سؤال لو بالفعل كان الرسول قد طبق قاعدة القص على زمانهم فهل كان سيبقى للشك مجال في كيفية تطبيق القص و حدوده؟ فلعل الأحاديث التي وردت عن القص كلها مفتعلة حتى يبرر الحكام الظلمة على طول التأريخ أعمالهم. و العلم عند الله 

بعد كل هذا نتسائل هل وردت السرقة و عقابها في القرآن المجيد ؟ نعم اقرأ معي

آيات وردت فيها السرقة

  • قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ ۚ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ۚ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا ۖ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ﴿٧٧ يوسف﴾ قَالُواْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡعَزِيزُ إِنَّ لَهُۥٓ أَبٗا شَيۡخٗا كَبِيرٗا فَخُذۡ أَحَدَنَا مَكَانَهُۥٓۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأۡخُذَ إِلَّا مَن وَجَدۡنَا مَتَٰعَنَا عِندَهُۥٓ إِنَّآ إِذٗا لَّظَٰلِمُونَ (79)

و لأن جميعَ الأنبياء على ملة الإسلام واضح أن يوسف لم يحكم على أخيه بقص أصابعه أو يده بل أخذه و فصله عن باقي إخوته و كأنه إِشارة إلى فصل السارق عن الناس و هو السجن للتأديب.

أما الآيات الدالة على معنى اليد فهي كالتالي:

  • (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص ١٧ 

  •  وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ) ص/45 تدل على القوة في طريق الحق و على العمل الصالح

  • وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ ... ﴿٦٤ المائدة﴾ أي القوة الفعلية لله تعالى

  • إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ…﴿١٠ الفتح﴾ قوة الله و سلطانه

  • وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٩٥ البقرة﴾ اليد هنا تدل على ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة 

و هناك الكثير من الآيات الأخرى التي تدل على أن اليد هي القوة و السلطان و الهيمنة 

 

الاستنتاج الأخير : يجب على الحاكم الشرعي أن يرى ماذا يفعل حتى لا يعطي هيمنة و قوة للسُراق على مال المسلمين و قد ذكرت بعض الحلول سابقاً. فهل ترى من حلول أخرى ؟ إطرحها حتى يستفيد الجميع 

ماذا نقول و حكامنا هم أول السُراق للشعوب و المتسلطون هم الأكثر فتكاً بالأمة.

تركوا الذين يسرقون بالملايين من مال المسلمين و أخذوا يركضون بقص يد جائع يسرق بسبب ظُلمهم وعدم كفاءتهم.

أنقذنا الله و اياكم من كبار السُراق للعالم، سُراق المال و الكنوز و المعرفة.





لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات