الأمور التي أمر الله بها بني اسرائيل و نحن معنيين بها و لماذا فضل الله بني اسرائيل على العالمين و ما هي النعم التي خصصها لهم

 سنخصص كم حلقة عن قصة موسى عليه السلام 

لماذا ذُكر موسى ١٣٦ مرة في القرآن الكريم فلماذا هذا الكم الهائل من قصة موسى و قومه في القرآن الكريم؟

 ما هي أعمال بني اسرائيل و كيف يمكن أن نستفيد منها نحن في هذا القرن؟ 

لماذا فضل الله بني إسرائيل على العالمين؟ 

ما هي أخطاء بني اسرائيل بعد موسى حتى قال رسول الله (ص) ستتبعون سنن من كان قبلكم فما هو المتشابه بيننا و بينهم حالياً؟

 كيف نستفيد نحن لحياتنا من ذكر قصة موسى و العبد الصالح ( الخضر)؟ 

و دروس أخرى من قصة موسى في القرآن المجيد سنشير اليها ان شاء الله.


الأمور التي أمر الله تعالى بها بني اسرائيل و نحن معنيين بها كذلك فهي دروس لجميع الأمم : 

١- الإنتباه إلى النعم الكثيرة في حياتنا و الوفاء بعهد الله( عهد الله هو اطاعة اوامر الله و الابتعاد عن النواهي و الخوف من الله ) : يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ (40) 

٢- الايمان بما انزل الله على الأنبياء وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ أي يصدق ما جاء به النبي السابق و لا يخالفه . هل برأيك البشر ينتبهون إلى ما أنزل الله تعالى عليهم أم يتبعون شيخ مسجدهم و رهبان كنائسهم و حاخاماتهم بشكل أعمى ؟؟

٣- عدم استخدام ايات الله للوصول إلى الغايات الدنيوية الرذيلة وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ (41) هل برأيك العلماء المقربون إلى الملوك و الحكومات يقولون لنا الحقائق التي أنزلها الله أم يأخذون ثمناً للفتوى التي تناسب رأي الحاكم؟

٤- عدم خلط الحق بالباطل و كتمان الحقيقة عن عمد وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (42) هل برأيك كون القرآن له تفاسير متناقضة أحياناً يدل على محاولة لخلط الحق بالباطل من أصحاب المذاهب المتخالفة؟ و هل كون الانجيل قد كتبه 40 كاتباً على مدى فترة 1500 سنة تقريباً و قد تم تصحيحه في كل كم سنة مجرد صدفة أم هناك محاولة لخلط الحق بالباطل؟ 

٥- اقامة الصلاة و ايتاء الزكاة و الركوع لله وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ (43) ( انتبهوا ان الركوع هنا منفصل لم يأتي مندرج تحت الصلاة) فهل كان للركوع معان أخرى غير الذي تعودنا عليه في الصلاة؟ و هل الصلاة فقط هي الصلوات التي نعرفها اليوم بالصلوات الخمسة و النوافل؟

٦- عدم النصيحة للآخرين  قبل اصلاح النفس  أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ (44) أتوقع  تعلمون من هم هؤلاء الذين على المنابر ينصحوننا ليلاً و نهاراً و لعل الكثير منهم هم أبعد الناس عن الكتب السماوية.

٧- الاستعانة بالصبر و الصلاة (تشمل كل انواع الصلة بالله و ليس فقط الصلوات اليومية) وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ (45)

٨- اغتنام الفرصة بالدنيا فإذا انتهت لا توجد واسطات في الآخرة لأن الشفاعة لمن يستحقها وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡـٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ (48) يعتقد أغلب المسلمين بشفاعة رسول الله (ص) و يعتقد أغلب الشيعة بشفاعة الأئمة (ع) أيضا و يعتقد أتباع المسيح أن عيسى سيشفع لهم في يوم الآخرة و أنه مات ليكفر عن ذنوبهم و يعتقد اليهود يأتي موسى و يشفع لهم هل برأيك سيحدث كل هذا لمن بات يدعي الانتساب إليهم  أم أن الذي سيتقبل الله تعالى الشفاعة في حقه هو من سار على طريق الهداية و الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في طريق الحق ؟ 

٩- استخدام النعم الإلهية للصلاح لا للإفساد:  كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ (60) 


سؤال: لماذا قال تعالى عن بني اسرائيل أنه فضلهم على العالمين بقوله (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)؟ يجب أن نعرف أن تفضيلهم هذا كان لزمانهم حصراً و ليس على مر القرون و لهذا عندما جاء رسول الله قال عن أمة النبي محمد ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ…) و لكن هل بقيت أمة رسول الله أفضل الأمم بعد الرسول (ص) ؟أترك الإجابة لك فالمسلمون قد اختلفوا فيها. لكن إختار الله بني إسرائيل و فضلهم لأن كان فيهم قلة من الصالحين و المظلومين تحت سطوة فرعون فالأمة التي يُنزل الله تعالى عليها رسله هي التي قد فضلها الله على العالمين لالتجائها إلى الله بكل معنى الكلمة . 

و هنا سؤال : بماذا فضلهم على العالمين ؟ و ما هي النعم التي خصصها لهم  الاجابة موجودة في القرآن الكريم (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) 

 

سنذكر الآن النعم التي خصصها الله ببني اسرائيل

١- النجاة من آل فرعون و فرق الله البحر و أغرق آل فرعون لهم وَإِذۡ نَجَّيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمٞ (49) وَإِذۡ فَرَقۡنَا بِكُمُ ٱلۡبَحۡرَ فَأَنجَيۡنَٰكُمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ (50) 

٢- بعثهم الله أي أحياهم بعد الموت  بعد نزول الصاعقة عليهم : فَأَخَذَتۡكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (56)

٣- انزال الغمام عليهم وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡغَمَامَ 

٤- انزال المن و السلوى وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ

٥- تفجير الأنهار لهم : وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنٗاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٖ مَّشۡرَبَهُمۡۖ 

٦- رفع الطور فوقهم : وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ 

٧- احيى الله الميت لهم بعد مقتله على ايديهم  وَإِذۡ قَتَلۡتُمۡ نَفۡسٗا فَٱدَّٰرَٰءۡتُمۡ فِيهَاۖ وَٱللَّهُ مُخۡرِجٞ مَّا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ (72) فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ كَذَٰلِكَ يُحۡيِ ٱللَّهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ



ما هي الأعمال الخاطئة التي ارتكبها بنو إسرائيل حتى أخرجهم الله من تفضيلهم على العالمين :

١- عبادة العجل : وَإِذۡ وَٰعَدۡنَا مُوسَىٰٓ أَرۡبَعِينَ لَيۡلَةٗ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ (51)

٢- طلب رؤية الله جهراً:  وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ فَأَخَذَتۡكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ (55)

٣- تبديل أوامر الله : وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُواْ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةَ فَكُلُواْ مِنۡهَا حَيۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدٗا وَٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدٗا وَقُولُواْ حِطَّةٞ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَٰيَٰكُمۡۚ وَسَنَزِيدُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ (59) 

و قال تعالى في مكان اخر عنهم : فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا يَكۡسِبُونَ (79)

٤-  الكفر بالله بعد تحقيق جميع أمانيهم ثم قتلهم الأنبياء و عصيان اوامر الله و الاعتداء على حقوق الآخرين وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ (61)

٥- الابتعاد و التولي بعد رؤية كل النعم التي ذكرناها سابقاً ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ 

٦- التحايل على أوامر الله في موضوع السبت : وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعۡتَدَوۡاْ مِنكُمۡ فِي ٱلسَّبۡتِ فَقُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِـِٔينَ (65) التحايل على أحكام الله  لا زال موجودا  حتى عند المسلمين فإذا تعرف شيء عنه اكتبه بالتعليق.

٧ :قتلهم الضعيف من قومهم بلا حق و طرد البعض من البلدة و أخذ المال على الأسير ظلما ثُمَّ أَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقٗا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ

٨- التكبر و تكذيب الأنبياء أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقٗا كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ (87)


بقلم هدى الخاقاني . أغلب هذه العبر تعلمتها من والدي ربي يحفظه و يطول عمره الأستاذ الشيخ محمدكاظم الخاقاني


هناك تعليق واحد:

لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات