تعلمت لحياتي 25 معلومة من قصة العبد الصالح (الخضر) و موسى عليه السلام في القرآن الكريم

البحث مكتوب تحت الفيديو و اذا احببت الاستماع اكبس عالفيديو 



 سأدرجها لكم كملخص و من أراد التفاصيل فيها يستطيع أن يراجع صفحة والدي الأستاذ الشيخ محمدكاظم الخاقاني (موسى و العبد الصالح) و قد درس  والدي البحث في ١٧ حلقة بكل تفاصيلها تنزل كل اسبوع حلقة.

موسى و العبد الصالح الحلقة الاولى


قال تعالى : (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا ) 

   1- من هو فتى موسى و لماذا سماه الله بالفتى؟ 

الفتى هنا يوشع بن نون باجماع المفسرين و هو وصي موسى (ع) فكما تعرف فإن لكل الأنبياء أوصياء. و هنا رب العالمين يسمي وصي موسى بفتاه . لو بحثت في القرآن سترى بأن كلمة فتى تأتي من الفتوة و الشهامة و تاتي بمعنى صاحب الكلمة النافذة. قال الجرجاني في كتابه الفتوة في اللغة السخاء والكرم وفي اصطلاح أهل الحقيقة هي أن تؤثر الخلق على نفسك.

هذه بعض الأمثلة التي وردت فيها كلمة فتى بالقرآن

 (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) وردت في حق ابراهيم ابو الأنبياء

وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ) هنا وردت في حق يوسف (ع) و قال تعالى نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣ الكهف﴾ وردت في حق أصحاب الكهف

 و من مشتقات كلمة فتى الإفتاء اي صاحب الكلمة في المقام مثل قوله تعالى 

... ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ ... ﴿١٢٧ النساء﴾

يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ۚ ... ﴿١٧٦ النساء﴾

و نرى جبرائيل سمى علياً فتى بقوله لا فتى الا علي لا سيف الا ذو الفقار

إذن النتيجة أن الفتى هو صاحب الفتوة و الشهامة و الكرم و صاحب كلمة الفصل و من يمكن الإعتماد عليه.

    2- الأنبياء يتعبون كما يتعب سائر البشر لقوله تعالى لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا نصبا بمعنى التعب الشديد. 

   3-  أحياناً يكون النسيان من عند الشيطان لكي ينسى الإنسان أمراً مهماً قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ و لكن قضاء الله و قدره أعلى من حيل الشيطان، رجعوا لمكان العلامة و هو مكان الحوت ليجدوا العبد الصالح.  

    4- لا يستنكف العظماء من الإعتذار يقول هنا يوشع بن نون و هو وصي موسى (ع) أن الشيطان قد أنساه ذكر الحوت و لم يستنكف من قوله نسيت . و هنا يريد الله تعالى أن يعلمنا على أنه مهما وصلنا من مقام و علم يبقى الشيطان هو العدو المشترك لجميع البشر.

سأشرح في نهاية البحث عن الحوت ما هي و هل كانت بالفعل معجزة ام كانت علامة اذا احببت أن تُكمل البحث

  5 -العلوم على نحوين علم مكتسب و علم لدني من عند الله

فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا 

   6-  إن على وجه الأرض مصلحين باطنيين لا يعلمهم الا الله و لعل من مصاديقهم في زماننا هذا مهدي آل محمد (عج). فهؤلاء المصلحون باقون يحفظ الله بواسطتهم الصالحين من عباده و ينجزون الكثير من الأمور التي لا يعلمها الا الله .

   7- مقام الرحمة مقام عظيم فقد يكون علماً و قد يكون رزقاً و قد يكون نبوة و قد يكون أي خير ينزله الله على عباده لقوله تعالى قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ و قال في مكان آخر مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ.

8- الإنسان مهما وصل من العظم يجب أن لا يصل إلى الكبر الداخلي فها هو موسى (ع) مع أنه من أنبياء أولي العزم يعترف بأن للعبد الصالح علماً يختلف عما تعلمه هو بقوله قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا، فلا تقل هل فلان أعلم من فلان و هل فلان أفهم من فلان ، فلعل الله أعطى كل واحد منهم علماً في جانب ما و اعطى الآخر جانباً مختلفاً تماما.

   9-  التواضع والأدب في طلب العلم فالعلماء الحقيقيون لا يستنكفون من التعلم مهما بلغوا من المراتب العالية. 

   10- و الرشد هنا يدل على العلم النافع: فالله يريد أن يقول لنا بأنك اذا أردت ان تتعلم شيئاً يجب ان يكون علماً نافعا.

  

 11- و نتعلم أيضا أن لكل إنسان عملا يناسبه فموسى  تناسبه النبوة في حين أن الرجل الصالح تناسبه أعمال أخرى بواسطة العلم اللدني مع أن كليهما من العظماء .


12 - لماذا كان العبد الصالح متأكداً بأن موسى لا يستطيع الصبر؟ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا في حين أنه صبر على بلاء بني اسرائيل و فرعون معاً. نقول لأن موسى عالم بالظواهر و الأحكام في حين أن العبد الصالح عالم بالبواطن و الغيبيات التي تأتي من عند الله . و مادام موسى لا يعلم الغاية و البواطن من العمل بطبيعته النبوية يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر. وكان العبد الصالح يعلم ذلك و يعرف عدم قدرة موسى على الصبر بقوله : وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا.

   

13 - لم يكن يعلم موسى ماذا ينتظره في الطريق لعل موسى عليه السلام كان يظن أن الأمر يحتاج فقط إلى الصلابة و القوة و العزيمة في إتيان الأوامر الربانية،قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا و لهذا أوكل الأمر إلى المشيئة الإلهية بقوله ان شاء الله ، و كان ينتظر الأوامر بقوله : و لا أعصي لك أمرا في حين أن العبد الصالح لم يطلب منه إلا طلباً واحدا في كل المسيرة : قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا. و هو عدم السؤال عن اي شيء حتى يصل الوقت المناسب لإخباره بالغايات الربانية.


   14 - قد تجد بعض الحوادث ظاهرها الشر و باطنها الخير ،

أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا 

 بعض الحوادث لا يستطيع حتى نبي مرسل أن يعرف بواطنها. فلا نكن بكبريائنا مطلقي أحكام على الله بأنه لماذا أحدث هذا أو ذاك ، فلا يعلم الغيب الا الله. 

   15- عندما تكون مؤمناً الله يحميك حتى من أولادك إن كانوا أشراراً فما بالك بعدوك فاطمئن فعين الله ترعى المؤمنين. 

وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا

   16 - أن بعضا من الذرية يؤثّرون بشكل سلبي على الآباء فكم من أشخاص طيبين لكن نرى ذريتهم الفاسدة تجعلهم ينحرفون عن الطريق . رزقنا الله و إياكم الذرية الصالحة ان شاء الله. 


17- لا تطلق احكام إطلاقية لوجود الأكثرية فقد تكون قرية بكاملها سيئة و يخرج منها انسان صالح فلا تحكم على أهل قرية أو ملة بأكملها بالسوء. فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا و هنا اهل القرية كانوا من البخلاء ليس فقط لم يعطوهما الطعام بل و لم يضيفوهما في البيت. و لكن كان من هذه القرية رجلاً صالحاً قد ترك ايتام.

   18- الله يسخر لبعض الصالحين رجالاً صالحين أو أنبياء لقوله فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ ، أرسل الله لهم الخضر ليقيم لهم الجدار و هنا الجدار كان للمساكين كما تعلمون و كان أبوهما صالحا. فمقام الصلاح عند الله عظيم. 

   19 - المساعدة ليست دائماً مادية فالرجل الصالح ما أعطى الأيتام مال لكن أصلح لهم الجدار حتى يحفظ أموالهم. فنحن أيضا نستطيع أن نساعد الآخرين بما رزقنا الله من مال او قوة أو غيره.

   20- أيضا نتعلم ان نفعل الخير في كل مكان و زمان كما فعل العبد الصالح بدون اي مصلحة شخصية.

   21- و نتعلم أيضا أن نساعد حتى الغرباء ان طلبوا منا المساعدة فأنت لا تعلم ما هو مقام السائل عند الله كما فعل موسى و العبد الصالح عندما استطعموا أهل القرية فقد يكون هذا السائل نبياً او وصيا أو عظيماً عند الله،  فيرسله لإختبارك. 


 22- حتى و لو يتوفى  الإنسان المؤمن ، الله يتولى أطفاله تكريماً له. قال تعالى :  وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ

   23 - لكل شيء سبب في هذه الحياة. الله يستطيع أن ينزل المعجزات و يقول للشيء كن فيكون و لكن قال تعالى و جعلنا لكل شيء سببا. فهذه الأرض ارض الأسباب و المسببات و لهذا يجعل الله المصلحين الباطنيين.

   24- أي بذرة خير او شر نزرعها نحصد جزء منها في الدنيا قبل الآخرة.

   25- المعاجز تنزل لأسباب دائما و هي لإقناع الجاهلين و لا تقبل اي معجزة يقولونها لك  بدون معرفة لسبب نزولها 

أريد أن أنبه القاريء أن الله لم ينزل المعجزة و الطعام على موسى و العبد الصالح من السماء حينما وصلوا إلى القرية جائعين بل طلبوا الطعام من أهل القرية بقوله استطعما أهلها. و أريد أن أنبهك أيضا أن مريم عليها السلام لم يُنزّل الله عليها مائدة من السماء حينما كانت تلد و هي في أحوج حال إلى ذلك، بل قال لها وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا.

فما نقرأه في التفاسير أن الله جعل الحوت التي أكلوا منها في طول الطريق (و المسافة قد تكون أسابيعاً أو شهوراً أو سنيناً لقوله "حقبا") ثم عندما وصلوا إلى مجمع البحرين بمعجزة صارت حية و بدأت تسبح في البحر و هذا  شيء من الخيال الذي لا يأتي به القرآن بل هي خيالات المفسرين و روايات غير صحيحة. بل كانت الحوت هي علامة على المكان فمجمع البحرين مكان كبير قد يكون كيلومترات من المشي و الحوت التي تبحر بشكل عجيب كانت العلامة، فإذا وجدوا العلامة يجب أن يتوقفوا و هذا هو السبب الذي جعل الشيطان يُنسي يوشع بن نون أن يقولها لموسى و مشوا و عندما توقفوا قليلا للأكل تذكر أنه نسى أن يقول لموسى (ع) عن العلامة و لذلك اعتذر و رجعوا إلى نفس المكان. ليس لأن الحوت كانت ستخرج و يأكلوا منها مرة أخرى هههه بل لأنها مكان العلامة التي سيجدوا عندها ما اتوا من أجله هذه المسافة الطويلة.

المعاجز لا تحدث الا لغاية و هي هداية البشر من الذين في مرتبة الحس من الضلال او الشكوك ، أما موسى و يوشع بن نون لا يحتاجان إلى نزول المعجزات. 

أما ما كان من أمر مريم يقول وجد عندها رزقا و بسبب هذا الرزق تمنى زكريا أن يكون له ولداً يخلفه في النبوة فإذن ما كان ينزل على مريم لم يكن طعاماً بل رزقاً مختلفا يتناسب مع مقام مريم. أما المفسرون لأنهم جائعون يفكرون بالطعام  ففسروا الرزق هنا بالطعام . و لأن أغلب البشر يفسرون الرزق بالأكل او الأموال تقبلوا هذه التفسيرات الغريبة. فمريم أعظم من أن تطلب طعاماً بل تطلب قرباً و معلوماتاً و فيوضات ربانية و إلهامات و لذلك اندهش زكريا من الكم الهائل من الرزق الإلهي الذي يتناسب مع مقامها و طلب من الله خليفة له في النبوة لحمل المعلومات من بعده . ( ستجد شرح أفضل مني لهذا الموضوع في صفحة والدي الأستاذ الشيخ محمدكاظم الخاقاني)

لو أعجبك البحث اذا تسمح تشير الصفحة و تسوي اشتراك و و مني لك كل الشكر


بقلم هدى الخاقاني 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات