سبعة حلول للتخلص من الإدمان :

سبعة حلول للتخلص من الإدمان : 

قبل أن نقول كيف نتخلص  من الإدمان علينا أن  نعرف لماذا يُدمن البشر

لا أعني الإدمان فقط على المخدرات و الخمر  و لكن كل أنواع الإدمان من الأكل و الشرب و السوشال ميديا و الإدمان على الألعاب الإلكترونية أو الإدمان على المواقع الإباحية أو الجنس المحرم أو الإدمان على العمل المفرط او الإدمان على القمار. 

لماذا يدمن البشر؟

السبب الأول: هو مُدمن و لكن لا يعلم فمثلاً أغلب المدمنين على الألعاب الإلكترونية لا يعلمون بأنهم مدمنون. هذا الشخص يضيع وقته على الشاشة ساعات طويلة قد تصل إلى ١٢ ساعة يومياً و هو لا يعلم بأنه مدمن. عندما يتوقف لوقت طويل لسبب ما من الألعاب، مزاجه يتعكر و يفقد أعصابه على أقل شيء إلى أن يرجع على الموضوع الذي يحبه.

السبب الثاني: هو يعلم بأنه مدمن إلى حد ما و لكن يعتقد بأنه لا ضرر منه. و هذا الشخص يضيع الكثير من الوقت على هذا الإدمان من دون الشعور بالذنب. أو يظن بأن الضرر منه على النفس او الجسم بسيط جداً و لهذا لا يهتم به و لكن يندم بعد فوات الأوان. كالإدمان على السوشال ميديا أو الأكل غير الصحي.

السبب الثالث: هو يعلم بأنه مدمن لكن القدرة الفعلية و النفسية على التوقف من الإدمان غير موجودة. كمن يُدمن على المواقع الاباحية و الجنس فهو يتألم بعد أن ينتهي منها و يشعر بالعار و تقل قيمته و ثقته بنفسه لأنه لا يتوقف و لكن الإرادة ضعيفة فلا يستطيع  أن يتوقف منها.

السبب الرابع: يُدمن لأنه يريد اللذة الآنية و الإنتهاء من الألم في اللحظة. كأغلب من يُدمنون على الخمر و الحشيش و المخدرات. يُدمن ليتخلص من قلق او ألم أو ليحصل على اللذة و الإحساس بالخفة و الراحة.

السبب الخامس : يُدمن للإحساس بالإنتماء مثل الشخص الذي لديه شلة من المُدمنين يُدمن حتى يستطيع البقاء معهم لأنهم مثلاً مضحكون أو لا أحد يصاحبه غير هؤلاء. يشرب الخمر في بيئة لشاربي الخمر حتى لا يشعر بالوحدة و يشعر الآخرون بالراحة و هم يشربون معه.

 لماذا صعب التخلص من الإدمانات الخطيرة : 

السبب الأول : لأن الإدمان يزيد نسبة الدوبامين بالجسم،( الدوبامين هو ناقل كيميائي مسؤول بشكل كبير عن  الاحساس بالثقة و الراحة و الأنس في الجسم) لكن المشكلة تكمن أن في كل مرة يستخدم الشخص المخدرات ، الجسم يصنع أقل من الدوبامين و يعتمد على المخدرات كالكوكائين و الحشيش و غيره حتى بعد فترة وجيزة يُصبح الجسم غير قادر على صنع الدوبامين لوحدة إعتماداً على الإدمان و لهذا تراهم يأخذون جرعات أكبر كل مرة ليشعروا بنفس المقدار من اللذة في كل مرة. أغلب انواع المخدرات لها آثار وخيمة على العقل و أغلبها لا يمكن التراجع منها إلى الأبد.

السبب الثاني لصعوبة التخلص من الإدمان : أن التوقف من الإدمان يسبب غالباً آلاماً للجسم كوجع في الرأس أو الجسم أو قلقا و آثاراً عصبية و نفسية و لذلك أغلب المدمنين يحتاجون إلى المساعدة و التعاطف بدلاً من العصبية و الصراخ و الملامة ، لأن رجوعهم ليس بالسهولة التي نظنها. فمثلا المدمن على المخدرات لو أوقفناه عن المخدرات دفعة واحدة قد يموت.

 السبب الثالث لصعوبة التخلص من الإدمان: يصبح هذا الإدمان كهوية للشخص و كأنها نقطة راحته ، فالشخص و كأنه لا يشعر بالراحة و السعادة بدونها فمن الصعب أن تُقنع شخصاً أن يتوقف عن منطقة الراحة التي تعود عليها بكل بساطة .

السبب الرابع لصعوبة التخلص من الإدمان: بعض أنواع المخدرات تعطي طاقة و نشاط أكثر كالقهوة و الكوكائين أو تسبب إفراز الأدرينالين ( الأدرينالين يفرزه جسم الإنسان في حالات الخوف الشديد أو الإثارة الشديدة و هو ناقل عصبي) و لذا بعض أنواع الرياضات كالسقوط من ناطحات السحاب أو الطائرة أو لعب الدراجات على الجبال أو لعب القمار تسبب إفراز الأدرينالين بشكل هائل و لأنه شعور جميل غريب يسبب بعد فترة  إدمانا لا يمكن لأغلب البشر التخلص منه.

ما الحل إذن مع الإدمان:

الحل الأول : إخبار الشخص المُدمن بإدمانه و سرد الأضرار التي يسببها هذا الإدمان على حياته و حياة من حوله . فالشخص أحياناً غير منتبه لإدمانه و غير منتبه إلى الأضرار التي يسببها هذا الإدمان فالتوعية هي أول الحلول.

الحل الثاني: نتوقف عن الملامة للنفس أو للشخص المدمن فالملامة تُدمر الثقة بالنفس فالأساليب السلبية كالملامة و العنف و الضرب بدلاً من أن تُسبب أن يتوقف الشخص عن العادات السيئة يجعله ضعيف النفس غير واثق من نفسه فلن يستطيع أن يتخذ القرار الصائب لأن عقله قد تبرمج أنه لا يستطيع و أنه لا يستحق و أنه إنسان سيء . 

الحل الثالث: التشجيع و إعطاء الثقة للنفس 

فتلقين النفس بالكلمات الإيجابية مثل (أنا أستطيع و أنا مسؤول عن حياتي  و سعادة من حولي ، أنا أستحق الأفضل و قول هذه الكلمات للشخص المدمن ستغير الكثير من القرارات اللاحقة للشخص.

الحل الرابع: الإبتعاد عن الأماكن و الأشخاص الذين قد يشجعون على الرجوع إلى العادات السيئة

الحل الخامس: استبدال العادات السيئة بعادات إيجابية تعطي لذة و سعادة أيضا. و هذه العادات الإيجابية تختلف باختلاف الأذواق : منها الرياضة ، صداقات جديدة ايجابية ، زواج من الشخص المناسب ، قراءة القرآن ، قراءة الكتب التوعوية و التوكل على الله و الخروج إلى المنتزهات و الأسواق و الحدائق.

الحل السادس : وضع أهداف و أولويات للحياة : فأغلب المدمنين ليست لديهم أهداف و لا أولويات في الحياة لأسباب مختلفة، قد تكون عدم الثقة بالنفس ،أو يشعر بأنه ليس جديرا بالسعادة أو الإنجاز، لم يتربى على تحمل المسؤولية بالبيت فلا يشعر بالآخرين و لا يهتم بأنه يضرهم ، و لهذا مهم جداً تربية الطفل من الصغر على تحمل المسؤولية بالبيت و عدم جرح الآخرين و كأن سعادة من حوله أيضا من مسؤولياته الى حد ما و غير مسموح له أن يجرح نفسه أو يجرح الآخرين. فالإنسان ليس فقط ملكاً لنفسه بل ملكاً لأبيه و أمه و أطفاله و مسؤولاً عنهم أيضا كما هم مسؤولون عنه.

الحل السابع:  إن كان الإدمان عميقاً و قد وصل إلى مراحل خطيرة يجب طلب المساعدة من المختصين سواء كانوا من الأطباء المختصين بهذا الأمر او من رجال الدين الواعين الذين يثق هو بهم و ليسوا من المتشددين او من يكونوا من علماء النفس حتى لا يتضرر الشخص جسدياً أو نفسياً. 

بقلم هدى الخاقاني






 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات