9 قواعد في علم النفس ، كيف يتخذ البشر القرارات ؟

 القاعدة الأولى

يقول البروفسور بول كلاين أن الإنسان يتخذ قراراته في هذه الحياة على حسب شيئين:

١- الحصول على اللذة و الراحة

٢ـ الابتعاد من الألم

من هذه اللذة و الراحة الطعام و الشراب و المسكن و الشريك و تقبل المجتمع و الحصول على المكانة الإجتماعية و الإنتماء و الكثير من الأمور الأخرى التي تندرج لعلها تحت هذه الأساسيات . فالانسان يتخذ قراراته غالبا للحصول على هذه الأمور الأساسية.

هذه اللذة تختلف باختلاف الأشخاص و على حسب وعيهم و عمرهم و نظرتهم الى الحياة . و العجيب أن البعض يعتبر مثلا القتل و التعذيب لذة ، في حين أن الخير و المساعدة ألم . الى هذه الدرجة قد يختلف البشر و لذا اذا أردنا ان نعرف الأشخاص من حولنا علينا ان ننظر ما هي اللذة و ما هو الألم بالنسبة لهم.

القاعدة الثانية:

المشاعر تتبع الأفكار

فمثلا الشخص الغضبان في ذهنه سلسلة من الأفكار التي تجعله يغضب و الشخص الحزين يفكر و يردد سلسلة من الذكريات الحزينة في ذهنه و هكذا.

كيف نتخلص منها: تغيير الأفكار الى الإيجابية

و ثانيا الإنشغال بأمور ايجابية .

اي عمل يحبه الشخص قد يلهيه من الأفكار الحزينة او الغير فعالة فبدلا من محاولة التوقف عن ما يسبب لنا الألم علينا وضع شيء يجعلنا نشعر بشكل ايجابي.

القاعدة الثالثة:

الانسان يأخذ الأمور التي يتعلمها في طفولته على أنها من المسلمات و قلما يشكك بها. و لهذا قلما يغير الناس أديان آبائهم أو ثقافتهم و يدافعون عنها حتى و لو كانت خطأ. لماذا؟ لان عقلهم مبرمج على أنها صحيحة بالتأكيد و إلا لما سار عليها آبائه و أجداده و هلم جرى. و لذا عندما نريد أن نقول بخطأ ثقافة او أمر دائما إجابتهم هي :

هل أنت تفهم أكثر من اولئك القدماء؟

سؤال: من الذي يبرمج الانسان في الطفولة؟

في اول خمس سنوات الأم و الأب و الأجداد ثم بعد ذلك الأصدقاء و المدرسة و التلفاز و السوشال ميديا و الكارتون و أحيانا الدعايات التي نراها بشكل متكرر .

و لهذا يطلب القرآن منا السفر ( قل سيروا في الأرض) لرؤية العالم و الحضارات و الثقافات المختلفة لكي نخرج من البرامج المغلوطة التي قد جعلناها في سلة المسلّمات و سنعرف بعدها ماذا سنُبقي و ماذا سنمسح من هذه السلة حتى نصل الى الحقيقة.

القاعدة الرابعة:

الناس يستنتجون و يتخذون القرارات بحسب أفكارهم لا بحسب الواقع

و لهذا قد ينظر الى نفس الحدث شخصان و يستنتج كل واحد منهم فكرة مختلفة عن الآخر.

و ذلك على حسب حضارته و وعيه النفسي و التجارب التي قد مر بها.

القاعدة الخامسة:

الانسان يظن بأنه يعرف ما يدور في العالم

و يظن بأنه يعرف الناس من حوله

أما هل نعرف الآخرين ؟ الاجابة الصحيحة: لا

نحن نعرف ما يخبرنا الآخرون عن أنفسهم. فالآخر مثلنا تماما يحاول ان يعطي انطباعا جميلا فيُظهر لنا ما يتوافق معنا حتى و لو لم يكن هو كذلك بالأساس و ذلك لغاية في نفسه .

و أما هل نعرف ما يدور في العالم : فنحن نأخذ الأخبار من السوشال ميديا و من الحكومات و لكليهما أجندة يعطونك ما يريدونك أن تسمع و يخفون ما يريدونك أن لا تعرف . و أما الحقائق فلا يعلمها الا قليل. و على حسب ما يعطونك من أخبار و معلومات يجعلونك تتخذ بعض القرارات التي يرونها الأفضل.

القاعدة السادسة

الانسان يرى الكثير من الأمور على حسب مشاعره

الانسان اذا أحبّ شخصاً ينظر له بنظرة و يستنتج بشكل ايجابي و يرى كل ما يقوم به الحبيب جميلا.

أما اذا كره شخصاً فسيرى نفس الفعل كريهاً و غير محببا و يفسره بطريقة سلبية.

و كمثال آخر : الانسان يحب من يجعله يشعر بشكل أفضل عن نفسه و يكره من يريه مساوئه و أخطائه.

القاعدة السابعة:

التوقع و التعلق هما الذين يسببان آلاما

فاذا كنت متوقعاً أنك ستحصل كل شهر على كذا مبلغ إذا حصلت على أقل منه ستكون حزيناً. في حين أن نفس المبلغ سيكون لشخص آخر سعادة و فرحا.

و هكذا بالنسبة الى العلاقات ، إذا كنت تتوقع أن هذه العلاقة ستدوم الى الأبد ثم انتهت ستكون حزيناً. 

اذن ماذا نفعل؟ كلما أنزل الإنسان من توقعاته و فصل نفسه عاطفياً عن كل التعلقات بالحياة كلما كان أكثر قدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الحياة و أصبحت الحياة أسهل و أكثر سعادة بالنسبة له.

لا تتعلق  عاطفياً بشيء كثيراً حتى لا تُصاب بخيبات أمل

القاعدة الثامنة:

الناس تحب أن تنتمي و تنسجم مع الآخرين و تستوحش من الوحدة

و لذا لو فعل نفس الفعلة كلُ الأشخاص من حولنا، بالأرجح سنفعلها نحن أيضا حباً للانتماء.

و كمثال من واقع الحياة حالياً: أصبح الذهاب الى الكوفير الرجل من قبل الكثير من المحجبات أمراً اعتيادياً، في حين أن نفس العمل كان يعتبره المجتمع  قبيحاً قبل عشر سنوات.  و قد يأتي في بالك أموراً أخرى و أمثلة كثيرة قد تغيرت بتغير الموضة او الزمان الى الأسوأ حباً للإنتماء و خوفاً من النظرة الدونية للمجتمع. 

القاعدة التاسعة

الناس تحب أن تفعل الخير الذي ستحصل على المدح و الثناء و التقدير من ورائه.

لماذا؟ لان هذا سيرفع مكانتها الاجتماعية او تقديرها للذات.

فمثلا لو تطلب أي خير من أحد بشكل ايجابي و تمدحه و تشكر اهتمامه و تمدح قلبه الكبير و كرمه بالأرجح ستجعل الشخص يقوم بأمور طيبة أخرى أيضا.

بقلم هدى الخاقاني

شكراً لقرائتك البحث بالكامل

إذا استفدت من البحث انشره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات