الاجابة من الامام علي عليه السلام
خطب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) الناس فقال: «أيها الناس، إنما بَدءُ وقوع الفتن أهواءٌ تُتَّبَع
الأهواء هي الرغبات التي تميل اليها النفس و تكون دنيوية بحتة حتى و لو على حساب الإنسانية و على حساب الدين الحقيقي
فالفتنة أساسها رغبات نفسانية دنيوية
وأحكامٌ تُبتَدَع، يُخالَفُ فيها كتابُ الله
كيف تعرف ان هذه الأحكام بدعة لأنها مخالفة لكتاب الله ، و إذا قلت لهم سيقولون لك نُسخت أو يأتون لك بحجج أخرى كثيرة
يَتَولَى فيها رجالٌ رجالاً
إن القائمين بهذه الفتن يُسخرون أناساً يتولونهم و يؤازرونهم على الباطل الذي ظاهره خير و باطنه شر
فلو أنّ الباطلَ خَلَصَ من مِزاج الحق، لم يخف على المرتادين ، ولَو أنَّ الحقَّ خَلَصَ من لَبس الباطل، لانقطعت عنه ألسن المعاندين
لو أن الباطل كان خالصا لكان واضحاً و لم يكن ليخفى على طلاب الحقيقة و لو أن الحق كان خالصاً لكان واضحاً و لما اختلف عليه اثنان و توقفوا عن المجادلة، اولئك المعاندون و لكن ..
ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا،
الضغث : قبضة حشيش اختلط رطبها بيابسها
و هنا يقصد الامام ان هؤلاء المنافقين يخلطون جزء من الحق و جزء من الباطل حتى يختلط الأمر على الناس فيظنون بأنهم يريدون الخير و لكن في الواقع نواياهم هي الشر.
و كم هؤلاء الناس كُثُر في زماننا من السياسيين المدعين للعدالة و الحرية و من بعض علماء السوء المغيرين لأحكام
الله.
فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه و ينجوا الذين سبقت لهم من الله الحُسنى.
في هذا الخلط ما بين الحق و الباطل من الذي سينجو؟
يقول عليه السلام الذي عرف الحق و اتبعه و الذين هم مُحسنون في كل أعمالهم ، سيُلهمهم الله تعالى بالحقائق و ينجيهم من الوقوع في الفتن.
و لكن الذين نواياهم كانت غير حسنة يستولي عليهم الشيطان ولعياذ بالله و سيكونون مساندين له في الوقوع في الفتن.
كلما يكون الشخص نواياه اكثر خالصة لله يكون تمييزه أدق للحق أو الباطل و يكون محلاً للطف الله تعالى .
جعلنا الله و اياكم من الناجين من فتن الدنيا.
لو أعجبك البحث انشره حباً لآل بيت رسول الله
عليهم أفضل الصلاة و السلام
هدى الخاقاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق