لماذا الدول الإسلامية ليست من الدول المتقدمة في العالم ؟
ألسنا على دين الحق ؟
تقدُّم الدول يعتمد على عدة عوامل مترابطة. إليك بعض الأسباب الرئيسية لتقدم بعض الدول:
1. التعليم: نظام التعليم الجيد والاستثمار في التعليم يعتبر أساسيًا لتقدم أي دولة.تستطيع أي دولة عن طريق التعليم أن تنمي جيلا واعياً على نطاق التنمية الشخصية و الإقتصادية و غرس مباديء الإبداع في الجيل الناشيء. أعلى ثلاث دول بالنظام التعليمي هم امريكا و بريطانيا و كانادا على حسب تقرير PISA لوجود اكبر الجامعات التي تقدم الأبحاث العلمية فيها.
2. الاستقرار السياسي: الاستقرار السياسي والأمن الداخلي يساهمان في خلق بيئة ملائمة للاستثمار والتنمية الاقتصادية. الدول التي تحظى بحكم قوي ومستقر ونظام قانوني فعال غالبًا ما تشجع على تدفق رؤوس الأموال وتعزز الاستثمارات الوطنية والأجنبية.على حسب U.S. News Best Countries rankings فإن سويسرا ثم سويد ثم دانمارك هم الأعلى استقرارا سياسياً.
3. البنية التحتية: وجود بنية تحتية قوية وفعالة، مثل الطرق والجسور والموانئ والمطارات وشبكات النقل والاتصالات، يعزز النمو الاقتصادي ويجذب الاستثمارات. تساهم البنية التحتية الجيدة في تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات والسلع وتعزيز التجارة والتواصل. الدول الثلاث الأعلى هي هولندا ثم هونغ كونغ ثم سنغابورة ثم دانمارك
4. الابتكار والبحث العلمي: الاهتمام بالابتكار والبحث العلمي يعزز التطور التكنولوجي والتقدم الاقتصادي. مثلا أمريكا بذلت 171.26 مليار دولار للتطوير العلمي .أما الأولى بلا منازع في تقديم الإبتكار و البحث العلمي فهي سويسرا ثم تليها امريكا ثم سويد ثم بريطانيا
5. الموارد الطبيعية والثروات الاقتصادية: وجود موارد طبيعية غنية وثروات اقتصادية متنوعة يمكن أن تساهم في تقدم الدول. الصناعات الاستخراجية مثل النفط والغاز والمعادن والزراعة والصناعات الثقيلة يمكن أن توفر فرص عمل وتحفز النمو الاقتصادي. الأولى بلا منازع هي روسيا تليها أمريكا تليها السعودية تليها كانادا ثم ايران
6. السياسات الاقتصادية السليمة: تتضمن الحماية التجارية المناسبة، وتشجيع المنافسة، وتوفير البنية التحتية اللازمة، وتنمية القطاعات الاقتصادية الحيوية.
7: الحرية والديمقراطية: تتمتع الدول المتقدمة بحرية شخصية وسياسية واقتصادية وديمقراطية تعزز الفرص والحقوق للأفراد. فلا أحد يأخذ راتب اكثر من الأخر لأن جنسيته مثلا أمريكية أو الأخر جنسيته عربية او هندية .يستطيع أي أحد أن يفتح شركة بكل سهولة و بسعر رمزي من دون أن يذهب إلى أي دائرة إقتصادية بل يستطيع الشخص أن ينهي أغلب الأمور من على شاشة كمبيوتره من البيت بدون ذل الطوابير و إهدار الوقت.
الدول العربية الأغلب دول مستهلكة و ليست منتجة مع الأسف و حتى الخير الذي عندهم هو بسبب فضل الله عليهم من النفط او الغاز او التراب الغني بالمعادن للزراعة و غيره و ليس بسبب إبداعهم.
اليك هذا الجدول للناتج المحلي السنوي سنة ٢٠٢٢ للدول العربية
الآن اليك الأسباب وراء تخلف الدول الإسلامية بالأغلب
التعليم الضعيف المبني على استمع و احفظ و اعطي إمتحان و ممنوع عليك طرح اي فكرة جديدة لأنك ستكون محط استهزاء وسخرية للآخرين او موردا للاتهام.
عدم الإستثمار في العقول الواعية لكن بالعكس تصفية العقول الواعية أو إهمالها حتى تخرج من البلاد فارّة إلى الدول المتقدمة. القرآن مليء بالتحفيز على التفكير و التعقل و السؤال . لكن أين التطبيق !!!
عدم الإستثمار الكافي في التطوير العلمي: معدل الإستثمار للبحوث العلمية هو ٢ بالمائة من الناتج المحلي لأغلب دول العالم في حين أن الدول العربية لا تصل حتى إلى الواحد بالمائة. و في المقابل نرى دولا كأمريكا ٣٫٤ و اليابان 3.6 و حتى اسرائيل قرابة ٥ بالمائة من ناتجهم المحلي للعلم فلو أردنا أن نرتقي علينا أن نتطور علمياً و ننفق المال على التطور بدلاً من الإستهلاك فقط.
تعليم الطائفية والعصبية التي نهى عنها القرآن : و من أوضح معالهما مثلا بعض الدول الخليجية التي تنمي "أنا خير منك" لأنني أحمل الجواز الخليجي , و يأخذ الخليجي أضعاف راتب المقبلين من خارجها عكس الدول المتقدمة التي تعطي الكل حسب خدماتهم و ليس جنسياتهم. مثلا في أمريكا لا فرق أن تكون جنسيتك هندية أو خليجية أو أمريكية ستأخذ نفس الراتب بالضبط لنفس العمل.
و كمثال آخر أنا خير منك لأنني من الطائفة الكذائية أو المدينة الفلانية أو لأني سني أو شيعي أو غيره. المقاييس المغلوطة المترخسة التي تخالف التعاليم الإسلامية الحقيقية. أما إحترام رأي الآخر حتى و إن كان على خلاف مني فهذا شبه محذوف من العالم الإسلامي. إما أن تكون مثلي أو أنت جاهل و لي الحق بإهانتك و غيبتك و السخرية منك من دون حتى تأنيب ضمير.
الكبرياء : يعتبر أغلب العرب أنفسهم "فاهمها و هي طايرة" و لهذا قلما يتعلم شيئاً او يقرأ كتاباً او يطور نفسه و كأنه قد أتى إلى هذه الحياة حتى يأكل و يشرب و يتفلسف بالسياسة ثم يفتخر على أقرانه بحكمته البالغة ثم ينام . فأغلبنا نعاني من مشكلة الكبرياء او الإيغو التي تجعل الشخص يتوقف في مكانه ظاناً نفسه في القمم. و لهذا نرى الشعب العربي يلوم الجميع من الحكومة إلى جيرانه و ابن عمه الا نفسه فلتة من فلتات الدهر.
الكذب: اعتبر الله بعد الكبرياء الكذب على النفس للجهل و الكذب على الآخرين للحصول على الفائدة الدنيوية من أسوأ صفات الإنسانية و ها نحن ماشاء الله نأخذ أعلى المراتب فيها. و لهذا لا يكبر أغلب أنواع البزنس ذروته بسبب الغش التجاري و كذب الرؤساء و إهمال العمال. و من معالمها أيضا كذب أغلب السياسيون و كذب أغلب التجار و كذب أغلب علماء الدين و كمية الكذب في ترويج الإشاعات و التفاهات إلا ما رحم ربي .
الحكام المستبدون: يأخذ كل رئيس الحكم من أبيه أو أخيه و كأن الدولة ملك عائلي او يتسلق إلى الكرسي تحت ظلال السيوف ثم لا رقابة و لا سؤال أين تذهب خيرات البشر و أين تُصرف أموال الشعب لأنهم قد ربوا أغلبية ساحقة من الطائعين المادحين و المنافقين و قد أيدهم و صدقهم على ذلك علماء السوء الذين قالوا لهم أن إطاعة الحاكم من إطاعة الله و رسوله فلا تقل شيئا و لا تفكر و لا تبحث فإذا فكر أو إنتقد قالوا له خرجت من وعي الجماعة أيها الكافر أو ستتم تصفيته مع تصفيق الجماهير المتملقة و سبات أغلبية قد ربوها تربية العجماوات التي لا تعرف أكثر من أكلها و نومها.
الواسطات: و هي أن يصل الشخص إلى أي منصب ليس لأنه مؤهل له و لكن لأن عنده واسطة تجعله على الكرسي و هذه كارثة لأنها ترفع غير المؤهلين ليأخذوا القرارات الفاشلة لهذه الأمة في شتى المجالات و قد دفع ذلك ليخرج من الديار الواعون و كل من لا يقبل التبعية من الاحرار أو تمت تصفيتهم أو تم سجنهم فبقينا نسير من خراب إلى خراب و من دمار إلى دمار.
و كملخص في نهاية البحث أقول وصل العالم الإسلامي أن تكون عقليته عقل نقل لا تفكير ،ثم شبه أوقف البحوث العلمية و أوقف التفكير والتطوير العلمي و رسخ عقلية الطائفية و الكبرياء في الأمم و السخرية من الغرب و سخرية كل من يتكلم بأي شيء جديد و جعل الواسطات هي التي توصل الشخص إلى المراكز العالية من دون مؤهلات. أما الكذب فحدث و لا حرج فالإسلام منا بريء . نحن فقط بالإسم مسلمون و لكننا بعيدون في الحقيقة و التطبيق الخارجي عن الإسلام و تشبثنا فقط بالعبادات و العادات التي نسبناها إلى الإسلام. نحن أمة متكبرة نظن أنفسنا بالقمم و هذا هو الجهل المركب الذي لو أردنا أن نخرج من دائرة التخلف علينا أن نرى أنفسنا هناك في الوراء خلف أغلب الأمم ليأتي شعورنا بالذنب لكي نبحث عن الطرق للوصول إلى التطور النفسي و الإجتماعي و العائلي و العلمي . لا تنسوا قوله تعالى كيفما تكونوا يولى عليكم فبدلاً من ملامة الدولة فقط علينا أن نتغير فرداً فردا لنكون سبباً لتغير المجتمع إلى الوعي .المجتمع الواعي يطالب بالأمور الصحيحة و لا يبقى فقط في الشارع بالهتافات يطالب بزوال دولة من دون مخطط كامل للتطوير في كل المجالات حتى لا يصعد إلى الكرسي آخر غير مؤهل لأنه وعد بالكلمات البراقة. و لا يكفي مجرد الدعاء و انتظار الفرج بل نحتاج إلى العمل لقوله فإذا عزمت فتوكل على الله . العزيمة زائد المعرفة ثم التوكل على الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق