من هو الكافر على رأي القرآن الكريم

 من هو الكافر على رأي القرآن الكريم 

أولاً- من يعرف حكم الله ثم لا يعمل به عنادا و استكباراً كالشيطان: 

  • إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ. كُفر ابليس كان بسبب الإمتناع و الإستكبار عن إطاعة أوامر الله و لأنه شك في عدل الله و ظن نفسه يفهم أكثر من حجمه

 . و لكن انتبهوا ان ابليس يؤمن بالله و الملائكة و اليوم الآخر و مع هذا وصفه الله بالكافر.

  •  وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ (44) هنا الشخص يعرف حُكم الله و لكن لا يأخذ به.

  •  إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (150) أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ

  •  أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ. 

  • بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴿٩٠ البقرة﴾ 

من الواضح أن الكفر له مراتب و ليس بمرتبة واحدة ففي بعض الآيات الله تعالى يشير بأنهم يعتقدون بالله و لكن لا يقبلون جميع أحكامه و قوانينه و في بعضها الآخر يقبلون جزءاً متطابقاً مع مصالحهم و يخفون جزءاً آخر لأنه يتضارب مع مصالحهم و غاياتهم أو لا يقبلون أوامر الله بسبب البغي و العدوان. 

وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴿١١٧ المؤمنون﴾ و هنا اشارة إلى الشرك بالله و هو مرحلة أيضا من مراحل الكفر

و هناك بعض الأمثلة الأخرى للكفر في القرآن الكريم مثل ما ورد في قصة قارون 

وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ۖ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ۖ وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٢ القصص﴾ 

و قال تعالى وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ و هذه الآية جائت في حق أهل الكتاب الذين أنكروا دعوة الرسول و هم يعلمون علم اليقين أنه الحق . مع علمهم أن القرآن  قد صدّق ما جاء في كتبهم فالكتب السماوية منهجها و هدفها واحد و هو التوحيد و العدالة و لكنهم كفروا أي لم يقبلوا أوامر الله باتباع الرسول محمد (ص). 

وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩ ابراهيم﴾ و هو التكذيب بما جاء به الأنبياء

إذن قد يكون الكافر مسلماً أو نصرانياً او يهودياً أي يعتقد بالله يقيناً و لكن يخالف بعض أوامر الله مع درايته الكاملة بها كما أعتبر الله الشيطان كافراً و هو يعتقد بالله و اليوم الآخر لكنه ابى أي امتنع و تكبر على أوامر الله و ظن أنه يفهم أكثر من حجم نفسه و شك في عدالة الله.


لكن الملحد أمره مختلف تماما:


الملحد هو من يعتقد أن لا وجود للخالق و هذا الكون محض صدفة و بمقتضى طبيعة المادة ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾ و كل كلام الملحدين مبني على الظن. 

قد وردت كلمة الإلحاد في الآيات التالية : 

  • وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٨٠ الأعراف﴾ أي الملحد يكذب بأسماء الله التي هي واضحة المعالم في هذه الكون و يعتبر الكون مجرد صدفة! 

  • وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٠٣ النحل﴾ هنا أيضا الإلحاد بمعنى عدم القبول و التكذيب و وردت ايضا بنفس المعنى في قوله 

  • إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ … ﴿٤٠ فصلت﴾ 

  • إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٥ الحج﴾ هنا الإلحاد في هذه الآية البعض فسره بالفساد و البعض قال التكذيب و كلها معان متشابهة تقريباً.

اما المعنى المتعارف عليه: فالملحد هو من ينكر وجود الخالق و الصانع لهذا الكون و يعتقد بأن كل ما في الكون مجرد صدفة.


و هناك فئة ثالثة هي اللا أدرية أي لم يصلوا إلى مرحلة الإيقان بوجود الصانع او لديهم تساؤلات كثيرة و هذا هو سبب توقفهم عن الإيمان بوجود الله. و هؤلاء أهون منزلة من الملحدين. الكثير منهم  بعد البحث والتدقيق يصلون إلى الإيقان. و مرحلة اللاأدرية سببها الجهل او عدم الوغول و البحث عن الأسباب او عدم الإهتمام و الانشغال باللذات الجسدية.


ما هي برأيك أهم الأسباب التي تجعل بعض الناس ينكرون وجود الله؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات