لعز الروح في القرآن الكريم

 


رحلة في عالم الروح**


هل تساءلت يومًا عن سرّ الروح؟ عن ذلك الشيء الذي يمنح الحياة لكل شيء؟ 


🍃 من النسمة العليلة التي تمرّ بين أغصان الأشجار، إلى التفاعلات الحية التي تجعل القلب ينبض، تحمل لغة الروح أسرارًا وأبعادًا مختلفة. وعندما نسمع عن "ليلة روحة"،أو قوله تعالى فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) نتمنى تلك اللحظات الهادئة والمفعمة بالسعادة والراحة في الجنة.


✨ وإذا نظرنا في القرآن الكريم، نجد الروح مذكورة بمعاني متعددة وعميقة. فقد نفخ الله في آدم من روحه، ووصف عيسى عليه السلام بأنه "روح منه". وهذه ليست إلا نماذج بسيطة عن كيفية تنوع مفهوم الروح في الآيات القرآنية.


🪐 وحين يتحدث القرآن عن الكون الرحب، نجد الأمور الكونية، من الذرة إلى المجرة، تتغنى وتترنم في حمد الله. وكل هذا يحدث بفضل الروح الإلهية التي تنفخ الحياة في الكون.


لكن البعض يقف أمام هذا العالم الروحاني بشكل متشكك، يتساءل: هل الروح حقيقية أم مجرد وهم ؟ عندما ينظر إليه من بوابة العالم المادي فقط 


**لغز الروح في القرآن**

تعطف الآيات الروح و الملائكة (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿4 المعارج﴾ فهذا يدل على آن الروح شيء آخر غير عن الملائكة و البعض قال جبرائيل بسبب عظمته يضعه الله لوحده .

 .

و لكن من أين جاءت هذه الفكرة أن الروح هو جبرائيل؟

 لأن القرآن يقول وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ ۝ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ۝ و لأن القرآن يقول أن الذي أنزل القرآن هو جبرائيل في قوله ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ…) فالبعض قالوا هذا دليل واضح أن الروح هو جبرائيل و لكن  و قال البعض أن الروح يراد به القرآن الذي جاء على يد جبرائيل و قد وصفه الله بالروح لأن به حياة و هداية النفوس   وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا 

   فالروح قد يكون وجودً عظيما مهيمنا على العالم بأجمعه بإذن الله و هو الذي يعطي الحياة للأشياء. قد يكون متمثلاً في أمور مختلفة بأمر من الله و إذنه  

و قد وصف الله الروح إلى نفسه : فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ. هنا، يتم تأكيد العلاقة العميقة بين الروح وإعطاء الحياة إلى الإنسان. 


و أنزل الله الروح بأمر ملائكته على بعض عباده المُخلصين : يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ و قال المفسرون هنا الروح هو أوامر الله و هي  كتبه التي أنزلها على الأنبياء بواسطة الملائكة. 

أما عند الحديث عن ميلاد عيسى عليه السلام، فنجد الروح مرةً أخرى حاضرًا في القصة  وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿91 الأنبياء﴾ و هنا أيضا الروح هو سبب ولادة عيسى عليه السلام حينما خرج عن المألوف بخلقته من غير أب.  فهل الروح هو سر الخلق العجيب الذي خرق قوانين الطبيعة؟

و قد أعطاه الله عيسى عليه السلام هذه القدرة أن يحيي الأشياء بإذنه لقوله (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ) و كلمة النفخ وردت بالقرآن لشيئين فقط : النفخ في الصور و النفخ في الأشياء لإحيائها بالروح

  • فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿١٣ الحاقة﴾

  • فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩ الحجر﴾

و علينا الإنتباه أن الله لا ينسب إلى الروح الموت أو الفناء أو الهلاك و لا ينسب لها الأهواء و الشهوات و لا غيره و لكن هذه كلها صفات النفس كما ذكرناها بالبحث النفس اللي سبقه.



في كل مرة نجد كلمة الروح في القرآن، يظهر كمفهوم عظيم ورائع، سواء كان هذا الروح هو جبرائيل، أو القرآن، أو القوة الإلهية التي تُحيي الأشياء.


المعجزات التي أُرسلت مع عيسى، من إحياء الموتى وخلق الطير، تؤكد دور الروح كقوة إلهية خارقة. 

 العلم يُعبر عن الروح بالطاقة (energy) ينص قانون حفظ الطاقة على أنه لا يمكن إنشاء أو تدمير الطاقة - فقط تحويلها من شكل واحد من أشكال الطاقة إلى شكل آخر. هذا يعني أن النظام لديه دائمًا نفس القدر من الطاقة ، ما لم تتم إضافته من الخارج


The law of conservation of energy states that energy can neither be created nor destroyed - only converted from one form of energy to another. This means that a system always has the same amount of energy, unless it's added from the outside 


فالروح ليس فقط جزء من خلقتنا، بل هو سر الحياة والخلق والهداية في عالمنا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات