اضطراب ما بعد الصدمة، أو الوسواس القهري، هو شيء أعتقد أننا سمعنا عنه جميعًا مرة واحدة في مرحلة ما من حياتنا. وهي حالة يبدو أنها تظهر بعد أن يسمع الشخص أو يتعرض لحدث صادم . باستثناء أنه بدلاً من أن يترك الحدث ذكرى سيئة، فإنه يتكرر في ذهنه. و هذا يسبب ضائقة وضغط نفسي كبير. جزء من هذا الوسواس طبيعي في البداية كردة فعل إن كان بسبب صدمة و لكنه إذا استمر فترة طويلة فهو يحتاج إلى مساعدة فقد يشعر الشخص بأنه "عالق" بطريقة أو بأخرى.
و قد يزداد سوءًا تدريجيًا إذا تُرك من دون علاج، مما يتسبب في معاناة الشخص بشكل كبير مع مرور الوقت بدلًا من القدرة على الشفاء منه ببطء. هذا الشخص لأنه يشعر بأنه ضعيف فسيلوم نفسه أكثر و سيشعر بالضعف كل يوم أكثر وهذا قد يكون بعيدًا عن الحقيقة، حيث أظهرت الدراسات أن اضطراب ما بعد الصدمة أو الوسواس يمكن أن يظهر في أي شخص مهما كان قوياً تقريباً.
أما الذين يستطيعون الغلبة عليه فهم من لديهم قوة علمية فيقرؤون أكثر عن المشكلة و يبحثون أكثر و لا يستسلمون لها و لديهم قوية إيمانية قوية بحب الله و استعانته فالله تعالى هم مسبب الأسباب.
من آثار هذا الموضوع
- حالة شبه اكتئابية، حيث يفقد الشخص الاهتمام بالأنشطة والوجود نفسه.
- فقدان الذاكرة الانفصالي. مشكلات تتعلق بالتذكر، سواء كان ذلك بسبب عدم قدرتهم على تذكر الحدث أو حتى الجوانب المهمة. لقد حاول دماغهم أن يحميهم منه تمامًا.
- أفكار عن حياة مقيدة أو ضيقة أو الشعور بالموت. يمكن أن يظهر هذا لأنهم غير قادرين على تصور الحياة بشكل طبيعي.
- الكوابيس المستمرة، وعدم القدرة على الهروب من التوتر والألم الناتج عنها.
- الشعور بالضيق الجسدي أو العقلي.
- أفكار متطفلة، سواء كانت تتعلق بالحدث أو بشيء لا يتفقون معه، تظهر في أفكارهم باستمرار.
أحيانا تظهر هذه الأفكار فيبدأ المعاناة بأحد الأمور التالية مثل يبدأ بخفقان القلب، أوارتفاع ضغط الدم، أوالتنفس السريع، أوتوتر العضلات، والغثيان، والتفكك، وما إلى ذلك. من أي ذكر أو تذكير بما حدث من قبل .
- قد يصل الأمر إلى عدم اهتمامهم بالذات، مما يدفعهم نحو المزيد من السلوكيات المتهورة على سبيل المثال، تناول المواد، أو الأنشطة المحفزة للأدرينالين،أو العقاقير المسكنة.)
- اليقظة المفرطة المستمرة، لدرجة أنهم يبدون وكأنهم ما زالوا يعانون من التوتر الذي حدث. (على سبيل المثال، البقاء في حالة تأهب دائم، وسهولة الانطلاق عند أصغر تهديد.)
- الانغماس في نوع ما من تعاطي المخدرات (مثل الكحول، والكوكايين، والميثامفيتامين، والأعشاب، والتبغ، وأي نوع من مسكنات الألم، وما إلى ذلك)
- الشعور بالعزلة و/ أو الاغتراب. حتى في حشد من الأشخاص الذين يحبونهم، قد يظلون يشعرون بأنهم أكبر منبوذ في بحر من الناس.
- عدم القدرة المستمرة على تجربة أي نوع من المشاعر الإيجابية، إذا كانوا قادرين على ذلك، فقد تكون هذه الإيجابية عابرة أيضًا. (مثال، عدم القدرة على تجربة الحب، الرضا، السعادة، الخ.)
- إدراكات مشوهة على مدار الساعة حول سبب أو نتائج الحدث الذي وقع، مما قد يدفع الشخص إلى إلقاء اللوم على نفسه أو على الآخرين، حتى لو كان ذلك غير عقلاني.
ولكن الآن بعد أن عرفنا العلامات،
هل هناك شيء يمكننا القيام به حيال أي من هذا؟ هل هو قابل للعلاج؟ أم أن الأشخاص الذين يعانون من هذا محكوم عليهم بالمعاناة حتى آخر نفس؟
اذا كان الأمر ليس بذلك السوء الذي يحتاج إلى الرجوع إلى الطبيب يمكن فعل الأمور التالية
الانخراط في النشاط البدني لأنه يسبب دوران حركة الدم بشكل أسرع و هذا يأتي بغذاء كامل و مناسب إلى الرأس و قد يستطيع الإنسان التخلص من كثير من العوارض عندما يُرجع نشاطه البدني و الهرمونات التي تفرز في النشاط هذا تساعد على الشفاء فلا تستهين بالرياضة أبداً . اطبع ورقة و ضع فيها الأيام و اشخط على كل يوم تتمرن. أنا لا أطلب منك الكثير. ربما، تمرين الضغط، أو حتى شيء بسيط مثل الجري 15 دقيقة. قد لا يبدو الأمر كثيرًا، لكنك ستلمس التقدم حتى لو كان ضئيلًا.
تطوير ممارسة التأمل. لقد ثبت أنه يساعد الآخرين على ممارسة اليقظة الذهنية وضبط النفس ومساعدة الكثيرين على اكتساب فهم أفضل لأنفسهم. على الرغم من أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت، إلا أن التأمل لمدة 10 دقائق أو نحو ذلك قد يساعد في تقليل المشاعر السلبية وبناء مهارات أفضل لإدارة التوتر وخفض معدل ضربات القلب. هناك طرق عديدة للتأمل. لذا، لمجرد أن معيار الجلوس والتفكير ربما لا يناسبك، فهذا لا يعني أنه لا يوجد نوع لن يناسبك. (مثلا انا أرجّح المشي في الحديقة و التفكر أو قراءة القرآن أو الإستماع اليه أثناء المشي)
التواصل مع الآخرين. يعد اضطراب ما بعد الصدمة أمرًا صعبًا، حيث يشجعك هذا الاضطراب عمليًا على عزل نفسك عن الآخرين قدر الإمكان. مع أن البقاء على اتصال مع الآخرين والحفاظ على العلاقات معهم يمكن أن يكون مرهقًا للغاية عند رؤية الحالة التي أنت فيها - ولكن الانفصال عن كل من يحبونك سيزيد الأمر سوءًا. حتى لو كان الأمر بسيطًا مثل الأحاديث الصغيرة، فنحن مخلوقات اجتماعية، ومن المفيد لك التفاعل مع الآخرين حتى لو كان عقلك يحاول أن يخبرك بعدم القيام بذلك.
انظر ماذا تغذي عقلك كما و أن الوجبات السريعة الصحية تضرك جسديا فالمعلومات هي غذاء الروح و العقل فانتبه ماذا تستمع و ماذا تقرأ و اسأل نفسك ما تأثيرها عليك و تجنب ما لا يخدمك فمثلا يمكن أن تمتلئ العديد من القنوات الإخبارية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وما شابه ذلك، التي تعمل على مدار 24 ساعة، بالمعلومات المهمة التي يتم تحميلها باستمرار. قد يتسبب ذلك في تعرضك لضغط أسوأ وتفاقم الأعراض إذا كنت تتعامل باستمرار مع مثل هذه الأشياء السلبية.
الحد أو التوقف عن تعاطي الكحول أو المخدرات أو عقاقير الألم . تناول المواد المذكورة يساعد في تشتيت وتخدير الألم الذي يعانون منه. على الورق يبدو الأمر جيدًا، لكنه لا يؤدي إلا إلى المزيد من المشاكل على المدى الطويل. مما يجعلك تتجنب مشاكلك بدلاً من تهدئتها، مما يزيد من التوتر. إذا كانت لديك الموارد، فمن الأفضل أن تستشير طبيباً للتخلص منها بشكل أو بآخر.
اكتب يومياتك و حتى لو كانت تبدو سخيفة. هذا هو المكان الذي يمكنك فيه ببساطة تدوين أفكارك في دفتر يوميات. قد يؤدي هذا إلى تحرير عقلك، وقبل كل شيء، قد يساعدك على تتبع تقدمك بمرور الوقت إلى جانب تقليل التوتر والقلق الذي قد تتعرض له. عندما نكتب الأفكار أحياناً نكتشف أنها سخيفة أو مضحكة و نتخلص منها بشكل طبيعي
اعتنِ بنفسك. يبدو الأمر بسيطًا بما فيه الكفاية، لكنه شيء يتم إهماله كثيرًا. حتى لو تناولت الدواء الأكثر فعالية،و العلاج الأكثر فعالية، فلن تجد نتائج إذا لم تعتني بنفسك. شرب كمية مناسبة من الماء، على الأقل 6 أكواب يومياً، والتأكد من تناول الوجبات الثلاث أيضاً. ولا تنس أن تأكل الطعام الفعلي وليس الوجبات السريعة طوال الوقت، لأن تناولها باستمرار لن يفيدك وقد يؤدي إلى تفاقم حالة جسمك إلى جانب عقلك.. لا تنس أيضًا متابعة نومك، فأنا أعلم أن هذا ليس بالأمر الأسهل بالنسبة للبعض، لكن عقلك لا يمكنه العمل كثيرًا إذا لم يحصل على الراحة بشكل صحيح. ولا تنس أن كل شخص لديه دورات نوم مختلفة، لذلك ربما 8 ساعات ليست جيدة لك فربما 6 ساعات كافية . كما هو الحال بالنسبة لكثيرين.
ولكن الأهم من ذلك كله، لا تنس أن تكون لطيفًا ومتسامحًا مع نفسك طوال هذه العملية برمتها. يستغرق التسبب في الضرر ثوانٍ، لكن إصلاحه قد يستغرق شهورًا إلى سنوات، لذا لا تقسِ على نفسك إذا لم تلحظ تقدمًا على الفور.
مع ذلك دائما استشارة الطبيب الأخصائي هو الأفضل للتوصل إلى الحل الأنسب لكل شخص على حدة.
المصادر/الاقتباس:
https://www.urmc.rochester.edu/encyclopedia/content.aspx?ContentID=4552&ContentTypeID=1
https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/meditation/in- Deep/meditation/art-20045858
https://my.clevelandclinic.org/health/therapys/22641-emdr-therapy
https://www.thecounselingpalette.com/post/5-types-of-exposure-therapies-and-techniques
https://www.talkspace.com/mental-health/conditions/post-traumatic-stress-disorder/natural-alternative-therapys/
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/post-traumatic-stress-disorder/diagnosis- treatment/drc-20355973
https://www.helpguide.org/articles/ptsd-trauma/ptsd-symptoms-self-help- treatment.htm
https://www.ptsd.va.gov/professional/treat/spec/ptsd_child_teens.asp#three
https://www.healthline.com/health/exposure-therapy#types
https://www.psychiatry.org/psychiatrists/practice/dsm
https://www.samhsa.gov/mental-health/post-traumatic-stress-disorder
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق