إذا أردنا أن نعرف معنى كلام رسول الله اللهم إني أعوذ بك منك علينا أن نعرف أولا ما معنى اللهم و ما معنى أعوذ لغة و معناها في القرآن
ثم ننظر هل التعوذ من الله كواجب الوجود أو التعوذ من الصفات الذاتية أم التعوذ من الصفات الفعلية الإلهية و هي المرحلة الثالثة المتعلقة بعالم الامكان في عالمه الحسي
بحث جميل و دقيق فأرجوا أن تعيرني انتباهك
كلمة اللهم هي صيغة نداء ودعاء مثل: يا الله و قالوا ان كلمة اللهم مختصة بطلب الخير و المنفعة من الله تعالى.
و كلمة " الله " اسم علم للذات الإلهية لكن بمرآتية الصفاتية الذاتية الحسنى قبل مرحلة الفعل فيضا و خلقاً للكائنات.
أما كلمة أعوذ بمعنى الالتجاء والاستجارة والاحتماء والتحرز
و قد وردت كلمة "أعوذ "بالقرآن الكريم في الآيات التالية :
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٤٧ هود﴾ تعوذ نوح عليه السلام بالله أن يسأل الله ما ليس له علم به ثم طلب المغفرة و الرحمة
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ﴿١٨ مريم﴾ تعوذت مريم عليها السلام بالرحمن من الملك الذي تمثل لها كإنسان.
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿١ الفلق﴾
التعوذ من أي بادرة شر تسوق إلى أشد منها كظلمة تسوق إلى الظلمات
ورد التعوذ في ثلاث مرات في القرآن الكريم من الشيطان الرجيم
وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ﴿٩٧ المؤمنون﴾
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿١ الناس﴾
وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ﴿٩٨ المؤمنون﴾
تعوذ موسى في ثلاث آيات برب العالمين في القرآن الكريم
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٦٧ البقرة﴾ تعوذ موسى عليه السلام بالله تعالى من الإستهزاء و اعتبر مصدر الإستهزاء الجهل و الجهل لا يكون من صفات الأنبياء فهم علماء.
وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٢٧ غافر﴾
وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ ﴿٢٠ الدخان
و ورد هناك التعوذ الخاطئ الصادر من بعض الناس للالتجاء إلى الجن للنجاة
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦ الجن﴾
و لكن لا توجد أي آية تشير إلى التعوذ من الله تعالى
و لكن لو تأملنا لرأينا أن الرسول لا يقصد التعوذ من الله كواجب الوجود بالذات( في مقابل واجب الوجود بالغير و هي الممكنات ) و لا يقصد التعوذ من الصفات الذاتية فالصفات الذاتية مثل القيوم و النور و الحي هي مشيرة الى الذات الإلهية اللامتناهية.
لكن التعوذ من الصفات الفعلية الإلهية التي هي من واقع عالم الإمكان و هي خاضعة للسنن الإلهية التي تمشي على حسب الأسباب و المسببات في عالم الحس و التضاد. فبعض أفعالنا تدفعنا إلى غضب الله و سخطه و عقوبته . فكأننا نطلب أن يحقق لنا الأسباب التي تكون خيراً و لا تكون شراً علينا . فالغضب و العقوبة تنزل بلحاظ متعلق الأفعال بما يستحقه الإنسان.
و لتسهيل فهم الموضوع إليك هذا المثال: الإنسان بجهله قد يُحقق اسباب الشر لنفسه و على حسب المشيئة و السنن الإلهية يجب أن يتحقق الشر عليه. كمن يسكن في مدينة تحدث فيها الزلازل فهي على طريق خط الزلزال ثم اذا نزلت الزلزلة التي هي من الآثار الطبيعية للأرض ( و لها فوائد كثيرة للأرض) يُعاتِب الله تعالى . او كمن يسكن في مناطق يعرف أن كل سنة تفيض بالمياه بسبب حركة القمر أو زلازل البحر ثم اذا فاضت المدينة يعاتب الله. فالجهل بأسباب و مسببات السنن الإلهية يجعل الإنسان في الأخطار. و هكذا هو الشر و الخير في الأفعال : فالكسل يجلب مثلا الفقر و الكذب يجلب فقدان ثقة الآخرين ،و الغيبة و النميمة تجلب الفتن بين الناس ،و هكذا هذه كلها أسباب يحققها الإنسان فيتعلق الشر تبعاً لفعله عليه. و لهذا نقول اللهم إنّا نعوذ بك من شرور أنفسنا التي استحقينا عليها عقابك و سخطك.
فقول الرسول ( وأعوذ بك منك ) أي برحمتك من عقوبتك التي استحققتها لأني أتيت بأسبابها بعلم او من دون علم مني. و ان كان الرسول اعظم من ذلك مكانة لكنه يريد تربية المجتمع ليتعلم كيف يدعوا ربه.
إذا استفدت من البحث ضع لايك لأعرف اذا الطريقة كانت جيدة لتوصيل الفكرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق