هل سيجمع الله الخلائق بحساب واحد




 هل سيجمع الله الخلائق بحساب واحد و ميزان واحد و أنبيائهم و أزمانهم مختلفة و الإمكانيات التي توفرت عند كل جيل مختلفة  فمثلا  هنيئاً لمن جاء بعد رسول الله (ص) ليأخذ الشريعة الكاملة فكيف بمن جاء قبله و هناك من عاش في قرية قبل مئات السنوات و هناك من يعيش نعيم الانترنيت بسهولة الوصول إلى المعلومات فكيف سيكون حسابهم واحد؟ هذا سؤال طرحه أحد الإخوة المتابعين


نقول قال الله تعالى في كتابه و نضع الموازين القسط 

هذه الآية تشير إلى نقطتين مهمتين :

أولاً ما هي الموازين الربانية التي سنُحاسب بها؟

و ما هو القسط؟

أما الحساب بالقسط يعني أنه تخطى مرحلة العدالة فالعدالة دقيقة جداً و اذا أراد الله أن يحاسبنا بعدله لما دخل من البشر الا النوادر إلى الجنة. و لكن سيُحاسبنا بالقسط و هو عدل مملوء بالرحمة و الغفران من أغلب الخطايا كما تشير إلى ذلك الآية الكريمة : إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿٣١ النساء﴾ و أكد ذلك في آية أخرى بقوله : الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ) فالله تعالى سيغفر أغلب خطايا البشر ان لم تكن من الكبائر و إن لم تكن حقوقاً للآخرين فالحقوق يجب أن يغفرها صاحب الحق.

أما الموازين : الله تعالى أعطانا عقلاً و فطرة ثم دلنا و علمنا الطريق للوصول إلى العقل السليم و الفطرة السليمة بالأنبياء و الأوصياء. فالموازين هناك كلها على حسب العقل و الفطرة التي فطرنا الله عليها و دلنا عليها العظماء من الخلق. فالبشر تجمعهم الفطرة السليمة و تجمعهم موازين العقل اذا لم تحجبها حجب الحضارات و التربية .

و اذا انحجبت هذه الموازين يُرسل الله رسولاً ليُذكرَنا بها. فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ﴿٢١ الغاشية﴾ و التذكير هو للشيء الذي نعرفه فتحجبه الحجب المختلفة و ليس شيئاً جديداً لم نكن نعلمه فأغلب ما يأتي به الأنبياء و الأوصياء من وصايا نعرفها ببداهة العقل و الفطرة.

أما من كان قبل رسول الله فإن كانوا تابعين للرسل حقاً فقد كانوا مسلمين أيضاً و يشير إلى ذلك القرآن في أماكن مختلفة مثل قوله تعالى ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَـٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا) و قوله : (أن الدين عند الله الإسلام)

و لم يأتي رسول الله بدين جديد بل جاء لإحياء ما اندرس من الشرائع السابقة و للتذكير بالفطرة و جاء ليبين لأصحاب الكتاب أن الكتب قد تحرفت و فُسرت بتبع الهوى.

اما من يقول أن من كان في قرية و لم يسمع بأخبار الأنبياء فالله تعالى كيف سيحاسبه فنقول: القرآن يؤكد أن الله قد أرسل لكل امة رسولا: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ. و قال تعالى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿١٥ الإسراء﴾ فلا يحاسب الله تعالى أحداً لم يُرسل له رسولاً بل جميع الأمم كانت لها رسل و قد بدأ خلق الإنسان بنبي و هو آدم عليه السلام.

و أما في عصرنا صحيح أن المعلوماتِ موجودة و لكن توجد ملايين الكتب حالياً حتى وصلنا إلى مرحلة أن أصبح الوصول إلى المعلومة الصحيحة يحتاج إلى جهاد و ساعات من البحث. و لكن قد قال الله تعالى وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ فالهداية وعد الهي لمن سعى للوصول اليها.

و لمن أراد بحثاً اكثر في هذا المجال انصحه بقراءة هذا النص:

https://www.instagram.com/p/Ce2m9_uulNf/?igshid=MDJmNzVkMjY%3D&epik=dj0yJnU9endlUzhLNm5sc2pQWEJnMFlvcGpoZTNwTzJKV2NXQnYmcD0wJm49Y3Q4MkRNZVBzenRhZjJCeXc4NUIzQSZ0PUFBQUFBR1U4WmhR&img_index=1


ما هي الحكمة من الاختبار و الله تعالى يعلم سابقا بالنتائج لعلمه الأزلي بالأشياء؟



خلقنا الله هنا في دار الدنيا لأسباب متعددة
واحدة فقط منها الاختبار و سأدرج لك باقي الأسباب و الحكمة منها

السبب الأول التجربة و هي أهم الأشياء:

لو ذهب دكتور إلى الجامعة و درس كل الدروس هل سيكون بنفس التجربة مع الطبيب الذي عنده الكثير من التجارب خلال ٣٠ عاماً؟ لا فالتجربة مختلفة تماما عن التعلم. فما نتعلمه لا يرسخ بالذهن و لا يكون معجوناً مع النفس حتى نجربه. و لهذا قد يقولون لك عن الصبر فتتعلمه نظرياً و لكن عند حدوث مشكلة كبيرة و التي تحتاج إلى الصبر ستكون قد جربت الصبر و شعرت بمرارته بشكل مختلف.


السبب الثاني التطور: كل حدث او اختبار له مراتب مختلفة من التعلم فالتجربة النفسية و الجسدية لها دور كبير و تفتح آفاق أخرى للتسائل و التطور على حسب نسبة الوعي لدى الشخص. فلا يريد الله أن يحرمنا لذة التجربة بحلوها و مرها فهي تطورنا و تجعلنا مختلفين.


السبب الثالث: هناك الكثير من الصفات التي لا مجال لتجربتها في دار الآخرة مثلما ذكرنا الصبر , ومنها الشجاعة مثلا و قول كلمة الحق في مقابل الظالم. فلعلنا نظن أنفسنا صابرين و لدينا الشجاعة  و لكن عند التجربة يُظهر الله من هو الشجاع و من هو الصابر و من هو مجرد كلام لا ارادة له على التطبيق.


السبب الرابع لذة الوصول إلى الاحسان : و هو أن الله جعل للانسان قيود و واجبات ليتعلم الطريق الأفضل للحياة و لكن هناك من البشر من يفعل أكثر مما طلب الله منه. كمن يعطيه الله مالاً فيُخرج زكاته و لكنه يعطي لرحمة في قلبه أكثر مما طلب الله منه. و هذه من لذات المؤمنين التي لا يعرفها الفاسدون. أو أن الله قد كلفه بتعليم واجبات الدين لمن حوله و لكنه تبرع بتعليم الناس أكثر مما هو واجب عليه فوصل إلى مرتبة الإحسان. و هذا أيضا لا نظير له من التجربة في الآخرة. فصراع الخير و الشر في الدنيا يُعلم كثيرا و له تجاربه الفريدة التي لا مثيل لها في الآخرة.

هذه كأمثلة و لعلك لو فكرت لوجدت أسبابا كثيرة أخرى للخلقة

أما الحكمة من خلقنا و  هو أعلم بنتيجة الإختبار فلها برأئي نقطتين هي الأهم:

اولاً العدالة: فكما تعلم من صفات الله العدالة,فالله تعالى لا يجازي أحداً خيراً أو شراً و هو لم يفعل شيئاً بعد و الإنسان هو أكثر شيء جدلا (وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا )﴿٥٤ الكهف﴾. فالله خلقه و أرسل له رسلاً و كتباً و إلهامات و أعطاه الفطرة ثم قال له الآن انظر لنفسك كيف ستفعل أيها الإنسان لو اختبرتك و سيكون الإختبار في شتى مجالات الحياة (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) ﴿١٥٥ البقرة﴾ فبالواقع الحياة اثبات للإنسان كيف سيتصرف في وقت الاختبار العملي. فمثلا الجميع يعلم بفطرته أن الكذب شر و لكن عندما تتضارب الحقيقة مع مصلحته الدنيوية قل من يختار قول الحقيقة.

ثانياً أن لا تبقى للانسان حجة على الله تعالى :فسيأتي الإنسان هناك في يوم الآخرة بعد أن كشف الله له الحقائق بكلها و جعل بصره حديدا أي لا توجد غشاوات كغشاوة الحضارة على عينه فسيرى الحقائق بكلها و لهذا لا ترى حتى آية واحدة تشير أن الإنسان سيجادل في يوم الآخرة في عدالة الله و استحقاقه للمكان الذي هو فيه بل يطلب فقط اذا كان شريراً ان يُرجعه الله إلى الدنيا حتى يعمل صالحا (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ…)المؤمنون ٩٩-١٠٠


أتمنى اكون وصلت الفكرة بطريقة بسيطة.


هدى شبيري الخاقاني




خمس نقاط عن النصر الإلهي ؟ كيف يتحقق النصر الإلهي




اليوتيوب








أول نقطة لمن يسأل لماذا لا يأتينا النصر من عند الله؟


أن الله لم يوعد أن تكون الدنيا دار الجزاء بل جعلها دار ابتلاء عندما قال : كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ
و بصريح العبارة قال أن هذه الدنيا دار ابتلاء وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا
وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥ البقرة﴾
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴿٣١ محمد﴾



و هل البلاء فقط خاص بالمشركين ؟

لا فالله تعالى ابتلى حتى أفضل خلقه و هم الأنبياء وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ
هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴿١١ الأحزاب﴾
وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١٥٤﴾
فلا تنسى أنك مخلوق في هذه الأرض لكي تُختبر و هذه سنن الله في خلقه.


ألم يقل الله تعالى ان النصر للمؤمنين ؟


نعم قال النصر للمؤمنين لكن وضع له شروطاً و مقدمات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴿٧ محمد﴾
ماذا فعلنا نحن لنصرة الله و الذين يقولون اين نصر الله أغلبهم هم الذين يريدون التخلي عن المسؤولية و هم الأكثر إقترافاً للأمور التي نهى عنها الله و لأن الاحساس بالمسؤولية قد مات في قلوبهم بدلاً من أن يقولوا ماذا نفعل لكي ينصرنا الله جعلوا اللوم على الله لكي يرتاح ضميرهم من حمل المسؤولية.



فالله تعالى أختبر حتى رسله و المؤمنين بالبأساء و الضراء قبل نزول النصر مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴿٢١٤ البقرة﴾
فالله لم يجعل الدنيا دار قرار بل دار تقييم ليعلم ماذا نفعل لأجل الراحة و الدنيا و ماذا نفعل لأجل الآخرة. و اذا أصرينا على حب الدنيا و أردنا الراحة التامة فيها من دون بلاء كنا مصاديق لقوله تعالى مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18)





اذن ماذا نفعل و و ما هي أفضل الحلول ؟

 وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩ العنكبوت﴾ و الجهاد كما تعلمون جهاد بالأموال و الأنفس و لدينا الجهاد الأكبر و هو جهاد النفس
كيف تنزل علينا الرحمة الإلهية و نحن نذكر الله فقط في الشدة و نريد و نطلب فقط من دون أن نردع النفس عن المحرمات الواضحة ثم لم نجاهد لكي نفهم الأوامر التي جعلها الله لنا لتحيى بها الحياة سليمة بالدنيا و لا توجد أوامر الهية الا و هي لمصلحتنا الدنيوية و الأخروية فغريب أمرنا لا نحقق الأسباب و نطلب من الله المعاجز و نحن لا نستحقها.

و لمن قال لماذا الله ينصر اليهود على المسلمين هل اليهود أحسن منا؟


هل كان المشركون أفضل من رسول الله عندما فازوا في حرب أحد؟ لا و لكن للنصر شروط و عندما خالف المسلمون أوامر رسول الله خسروا في الحرب و رسول الله بينهم .



الخطوات العملية التي علينا إتخاذها للنصر:


نحتاج إلى علماء في كل المجالات ، نحتاج هذه الأمة أن تفهم كيف تغير حياتها من حب المحرمات الجسدية و تافهات الحياة من التفاخر بالأموال و الماركات و الخرابيط إلى ما هو خير لها من تفوق علمي و وعي بما يدور حولها أن تقدر مفكريها و تدعم علمائها الذين لم يسلطهم الحُكام علينا بل علماء الدين الحقيقيين الذين قل وجودهم و علماء الأرض يأتوننا بالتطور الدنيوي . فإذا حاول كل منا ما يستطيع و رآنا الله نجاهد بالإحسان و الخير فتح لنا ابواب الخير و ساعدنا على التخلص من التخاذل و الكراهية التي بيننا. فلم يستطع العدو أن يتغلب علينا الا و قد رأى كرهنا لبعضنا و تخاذلنا عن بعضنا فساعدناه على أنفسنا بالتخاذل و نحن ملايين.

أما الذين يدعون الله و يريدون المعاجز التي لا يستحقونها لجهلم و تخاذلهم و عدم أخذهم بالأسباب إذا لا يأتيهم النصر الدنيوي يشككون بوجود الله و يزرعون الشك في قلوب اطفالهم و من حولهم.




و قد نشرت سابقاً اسباب نزول البلاء من القرآن الكريم لمن أراد أن يقرأها بتفاصيلها و سأضع لكن الرابط و السلام عليكم و رحمة الله.




لماذا الله تعالى يعطي من نعمه إلى الفاسدين و الأشرار



القرآن الكريم يشير و بكل وضوح أن عطاءَ الله ليس ممنوعاً على أحد في هذه الدنيا ( كُلًّا نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا

(الإسراء - 20) ثم يشير القرآن الكريم في آية أخرى أن الله يرزق الأشخاص على حسب نواياهم فمن كان يريد فقط هذه الدنيا قد يعطيه الله ما يناسب رغباته (مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ) و لكن هل نتيجتهم هؤلاء إلى الخير ؟ تُكمل الآية بقوله ( ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ يَصْلَىٰهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا) 

(الإسراء - 18)

و لكن بعض أصحاب الفساد هؤلاء الذين لا يعتقدون بالله  لديهم بعض الأفعال الخيرية أيضا ،فماذا عن الخير الذي يفعلونه ؟

قد يكون ظاهره خيراً و باطنه للشهرة او غيره و قد يكون جزء من فطرتهم لازال حياً و بالفعل يدفعهم دافع الانسانية و لكن إذا كان الشخص لا يعتقد بالآخرة و لا بالله و ليس راجياً خيراً من الله سيُعطيه الله جزاء عمله الطيب في الدنيا كنعم إلهية و سيكون محروماً منها يوم القيامة. أين الدليل ؟ قوله تعالى ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ )

و هل لديه شيء في الآخرة ؟

( أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) 

فلا تتحسر على حياتهم الدنيوية فظاهر حياتهم قد تراه جميلاً و لكن تقول الإحصائيات أن أغلب من لا يعتقد بالله يعيش ظنكاً من الحياة و لهذا ترى أغلب من ينتحرون في العالم هم من الملاحدة و أغلب من تُصبهم الكآبة و اليأس أيضا من الملاحدة واللادينيين .

كيف و هم يعيشون بلا هدف و غاية .

و هذه الدراسات أغلبها أمريكية أي من البلاد الداعمة لهم و ليست من الدول الإسلامة.

جعلنا الله و إياكم من الذين قالوا: ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار) 

بقلم هدى شبيري الخاقاني

توبة اللحظات الأخيرة: بين القبول والرفض

 



هل اذا أذنب العبد ذنوباً كثيرة ثم جائت آخر لحظات حياته حتى رأى الموت قادماً فتاب هل سيغفر الله ذنوبه؟

تاتي الايات التالية لتبين شرائط قبول التوبة

  • إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَـٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧ النساء﴾

  • وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٨ النساء﴾

هل انتبهتم ان في الآية الأولى جاءت كلمة السوء بالمفرد 

و بالآية التالية السيئات بالجمع


فالله يغفر لمن لا يصر على السيئة فهو يعملها مرة بجهالة   ثم يتوب عن قريب

أما المُصرّ على السيئة الى آخر لحظات الحياة فهذا قد أصبحت السيئة هويته التي لا يمكن ان يتخلص منها فالفطرة الإنسانية خطوة خطوة تتغير نحو الخير او الشر إذن فالندرس الخطوة الى أي إتجاه تأخذنا و كيف تغيرنا الى شخص آخر تماماً عندما نصر على تكرارها.

التوبة ليست كلمات تُقال كما يظن البعض. 

بل هي: 

 رؤية واضحة 

و إدراك عميق للخطأ الذي ارتكبه الإنسان

 ثم العزيمة و الإصرار على تغيير هذا الخطأ.

فإذا فعل هذه الثلاث غفر الله له.

 هذا اذا كان الأمر متعلق فقط بظلم النفس كشرب الخمر مثلا

لكن اذا كان الأمر متعلقاً بحقوق الآخرين أو ظلم للآخرين أو أكل أموال الناس أو غيره فهنا عليه أن يرد حقوق الناس و اذا ظلمهم يجب أن يجازيهم خيراً ليغفروا له. 

و يأتي ربي العالمين بمثال ليبين لنا بشكل أوضح قصة فرعون عندما تاب في آخر لحظات حياته 

 ۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً



هل تاب الله عليه؟ 

طبعاً لا فهذه ليست توبة بل هي كلمات يقولها من شدة الخوف لأنه رأى الموت قادماً لا محاله

بحث التوبة طويل و رحمة الله واسعة لمن يُخطيء و يتوب و لكن هنا فقط اشارة لمن أنهى الحياة بالمعاصي الكبيرة الى اللحظة الاخيرة.


 رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ... نوح آية ٢٨


أتمنى أن تكون استفدت من البحث

اكتب شيئاً تؤجر عليه 


هدى الخاقاني


لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات