أن الله لم يوعد أن تكون الدنيا دار الجزاء بل جعلها دار ابتلاء عندما قال : كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ
و بصريح العبارة قال أن هذه الدنيا دار ابتلاء وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا
وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥ البقرة﴾
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴿٣١ محمد﴾
و هل البلاء فقط خاص بالمشركين ؟
ألم يقل الله تعالى ان النصر للمؤمنين ؟
نعم قال النصر للمؤمنين لكن وضع له شروطاً و مقدمات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴿٧ محمد﴾
ماذا فعلنا نحن لنصرة الله و الذين يقولون اين نصر الله أغلبهم هم الذين يريدون التخلي عن المسؤولية و هم الأكثر إقترافاً للأمور التي نهى عنها الله و لأن الاحساس بالمسؤولية قد مات في قلوبهم بدلاً من أن يقولوا ماذا نفعل لكي ينصرنا الله جعلوا اللوم على الله لكي يرتاح ضميرهم من حمل المسؤولية.
فالله تعالى أختبر حتى رسله و المؤمنين بالبأساء و الضراء قبل نزول النصر مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴿٢١٤ البقرة﴾
فالله لم يجعل الدنيا دار قرار بل دار تقييم ليعلم ماذا نفعل لأجل الراحة و الدنيا و ماذا نفعل لأجل الآخرة. و اذا أصرينا على حب الدنيا و أردنا الراحة التامة فيها من دون بلاء كنا مصاديق لقوله تعالى مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18)
اذن ماذا نفعل و و ما هي أفضل الحلول ؟
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩ العنكبوت﴾ و الجهاد كما تعلمون جهاد بالأموال و الأنفس و لدينا الجهاد الأكبر و هو جهاد النفس
كيف تنزل علينا الرحمة الإلهية و نحن نذكر الله فقط في الشدة و نريد و نطلب فقط من دون أن نردع النفس عن المحرمات الواضحة ثم لم نجاهد لكي نفهم الأوامر التي جعلها الله لنا لتحيى بها الحياة سليمة بالدنيا و لا توجد أوامر الهية الا و هي لمصلحتنا الدنيوية و الأخروية فغريب أمرنا لا نحقق الأسباب و نطلب من الله المعاجز و نحن لا نستحقها.
و لمن قال لماذا الله ينصر اليهود على المسلمين هل اليهود أحسن منا؟
هل كان المشركون أفضل من رسول الله عندما فازوا في حرب أحد؟ لا و لكن للنصر شروط و عندما خالف المسلمون أوامر رسول الله خسروا في الحرب و رسول الله بينهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق