واحدة فقط منها الاختبار و سأدرج لك باقي الأسباب و الحكمة منها
السبب الأول التجربة و هي أهم الأشياء:
لو ذهب دكتور إلى الجامعة و درس كل الدروس هل سيكون بنفس التجربة مع الطبيب الذي عنده الكثير من التجارب خلال ٣٠ عاماً؟ لا فالتجربة مختلفة تماما عن التعلم. فما نتعلمه لا يرسخ بالذهن و لا يكون معجوناً مع النفس حتى نجربه. و لهذا قد يقولون لك عن الصبر فتتعلمه نظرياً و لكن عند حدوث مشكلة كبيرة و التي تحتاج إلى الصبر ستكون قد جربت الصبر و شعرت بمرارته بشكل مختلف.
السبب الثاني التطور: كل حدث او اختبار له مراتب مختلفة من التعلم فالتجربة النفسية و الجسدية لها دور كبير و تفتح آفاق أخرى للتسائل و التطور على حسب نسبة الوعي لدى الشخص. فلا يريد الله أن يحرمنا لذة التجربة بحلوها و مرها فهي تطورنا و تجعلنا مختلفين.
السبب الثالث: هناك الكثير من الصفات التي لا مجال لتجربتها في دار الآخرة مثلما ذكرنا الصبر , ومنها الشجاعة مثلا و قول كلمة الحق في مقابل الظالم. فلعلنا نظن أنفسنا صابرين و لدينا الشجاعة و لكن عند التجربة يُظهر الله من هو الشجاع و من هو الصابر و من هو مجرد كلام لا ارادة له على التطبيق.
السبب الرابع لذة الوصول إلى الاحسان : و هو أن الله جعل للانسان قيود و واجبات ليتعلم الطريق الأفضل للحياة و لكن هناك من البشر من يفعل أكثر مما طلب الله منه. كمن يعطيه الله مالاً فيُخرج زكاته و لكنه يعطي لرحمة في قلبه أكثر مما طلب الله منه. و هذه من لذات المؤمنين التي لا يعرفها الفاسدون. أو أن الله قد كلفه بتعليم واجبات الدين لمن حوله و لكنه تبرع بتعليم الناس أكثر مما هو واجب عليه فوصل إلى مرتبة الإحسان. و هذا أيضا لا نظير له من التجربة في الآخرة. فصراع الخير و الشر في الدنيا يُعلم كثيرا و له تجاربه الفريدة التي لا مثيل لها في الآخرة.
هذه كأمثلة و لعلك لو فكرت لوجدت أسبابا كثيرة أخرى للخلقة
أما الحكمة من خلقنا و هو أعلم بنتيجة الإختبار فلها برأئي نقطتين هي الأهم:
اولاً العدالة: فكما تعلم من صفات الله العدالة,فالله تعالى لا يجازي أحداً خيراً أو شراً و هو لم يفعل شيئاً بعد و الإنسان هو أكثر شيء جدلا (وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا )﴿٥٤ الكهف﴾. فالله خلقه و أرسل له رسلاً و كتباً و إلهامات و أعطاه الفطرة ثم قال له الآن انظر لنفسك كيف ستفعل أيها الإنسان لو اختبرتك و سيكون الإختبار في شتى مجالات الحياة (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) ﴿١٥٥ البقرة﴾ فبالواقع الحياة اثبات للإنسان كيف سيتصرف في وقت الاختبار العملي. فمثلا الجميع يعلم بفطرته أن الكذب شر و لكن عندما تتضارب الحقيقة مع مصلحته الدنيوية قل من يختار قول الحقيقة.
ثانياً أن لا تبقى للانسان حجة على الله تعالى :فسيأتي الإنسان هناك في يوم الآخرة بعد أن كشف الله له الحقائق بكلها و جعل بصره حديدا أي لا توجد غشاوات كغشاوة الحضارة على عينه فسيرى الحقائق بكلها و لهذا لا ترى حتى آية واحدة تشير أن الإنسان سيجادل في يوم الآخرة في عدالة الله و استحقاقه للمكان الذي هو فيه بل يطلب فقط اذا كان شريراً ان يُرجعه الله إلى الدنيا حتى يعمل صالحا (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ…)المؤمنون ٩٩-١٠٠
أتمنى اكون وصلت الفكرة بطريقة بسيطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق