لماذا باب التوبة مفتوح للبشرية و لكن بالنسبة إلى الشيطان بمجرد عصيان واحد لعنه الله إلى يوم الوقت المعلوم؟



البحث كفيديو صوت و صورة اكبس عالفيديو 


العقاب لا يختلف من الله تعالى ما بين ابليس و البشر فالأسس واحدة

أولاً : العقاب دائما ينزل على قدر المعرفة 

مثلا العقاب بالنسبة إلى الرسول عليه افضل الصلاة و السلام (وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ (46)

 كلمات شديدة جداً لماذا؟؟؟ لمقام الرسول و بُعده المعرفي 

و كذلك نرى أن العقاب بالنسبة إلى يونس فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ *

و لهذا عصيان ابليس بعد عبادته ستة آلاف سنة و وجوده في الجنة قد جعله عالماً بكثير من الحقائق و هذا يختلف عن عصيان البشر الذي أغلبه بسبب الجهل.

لذلك لو أن عالماً عرف الحقيقة ثم أقدم على العصيان كما فعل أبوبكر مثلا مع الامام علي ( و إنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى) أي إقدام بعلم فهذا لن يغفره الله تعالى . و لا اختلاف في حكم الله ما بين البشر و إبليس في ذلك.


ثانياً: سبب الإبتعاد عن الرحمة ما هو ؟

لا يختلف أن يكون الشخص ابليساً أم بشرا اذا إبتعد عن طريق النور سيكون توفيقه أقل.

لو مثلا وضعنا مسطرة و قلنا في وسطها صفر و على اليمين زائد واحد و على يسار الصفر ناقص واحد إلى ما لا نهاية من الطرفين

+1+2+3+4+ 4-3-2-1-0-

كلما كان الإبتعاد عن نقطة الصفر أبعد كلما كان توفيق الشخص أقل.

و القصد من التوفيق هو التغيير الباطني الحاصل للنفس الذي يمنعها من الرجوع و ليس منعاً من الله و لذلك لا ترى مجرماً قد رجع إلى التوبة بعد عميق اجرامه خاصة من كان ضرره على الغير . فالفاسق الذي ضرره على نفسه قد يتوب كمن يشرب الخمر أما المُجرم الذي ضرره و ظلمه على الغير لن يوفق للتوبة.

فبالنسبة إلى ابليس ضرره و إضلاله و كل موبقاته على الغير فكيف يغفر الله لمن كان سبباً لضلالة و قتل و … الآخرين.

أذكُر قرأت قصة عن رجل جاء إلى الإمام الصادق و قال للامام اذا فعل الشخص القبائح ثم تاب اخر عمره هل يغفر الله له ؟ فقال الامام لن يوفقوا للتوبة . فبعد فترة المدارك العقلية و الاستدلالات للشخص تتغير حتى يصل إلى مرحلة أن يرى الباطل حقاً و الحق باطلاً. و لذلك هو لا يرى النور في الحقيقة لكي يوفق إلى التوبة.

و الله تعالى أعطى ابليس فرصة للتوبة كما ذكرنا حتى أوصل نواياه إلى الفعلية و لم يذكر نبي من الأنبياء أنه ندم على عمله و هذا بسبب الكبرياء كما شرحنا ذلك فالكبرياء هو رؤية الشخص لنفسه في مكان أعلى مما هو عليه و لأنه لا يرى مكانته الحقيقة و تخدعه نفسه بأنه يستحق أفضل مما لديه لا يتراجع أبداً.

ثالثاً عصيان ابليس كان ملخصه (أبى و استكبر و كان من الكافرين) 

أبى أي توقف عن أخذ أوامر الله 

ثم إستكبر و قد ذكرنا سابقا الآية فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٢٩ النحل﴾ و جهنم هي جزاء لأي أحد يستكبر و ليست خاصة بإبليس فقط 

ثم كان من الكافرين و يجب أن نجمع الآيات التي تتكلم عن الكفر و لأن الكفر فيه مراتب و سنرى بأن عقاب الكفر أيضا شديد عند الله لا يختلف ان كان صادراً من ابليس أو كان من البشر . و كانت لنا حلقة كاملة عن معنى الكفر سابقا.

بقلم هدى شبيري الخاقاني

تعلمت أغلب هذه المعلومات من والدي حفظه الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات