لماذا غفر الله تعالى لموسى عليه السلام قتل القبطي؟


الله تعالى يشير على أن موسى عليه السلام دخل المدينة و رأى رجلين يتقاتلان وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ

أحدهما من شيعته أي من بني إسرائيل و الآخر من عدوه أي من أعوان فرعون

هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ

و عدو الأنبياء هو عدو لله تعالى

فالإستنتاج الأول هو أن هناك ظالم و مظلوم
و ذهب موسى عليه السلام لكي يدافع عن المظلوم في مقابل الظالم.
الإستناج الثاني أن الظالم هو من أعوان فرعون و هو كافر و قد تهجم على الرجل الإسرائيلي بغير حق.

ثم تشير الآية أن موسى عليه السلام جاء لكي يُبعد الرجل الكافر و يمنعه من قتل الإسرائيلي فالآية تشير أن هناك محاولة للقتل بكلمة ( يقتتلان) فوكزه موسى أي دفعه أو ضربه بكف يده على صدره لكي يُبعده عن قتل الرجل الإسرائيلي . و القرآن يشير أن موسى عليه السلام كان رجلاً قوي البنية . و الوكزة كانت لعلها قوية أو جائت بالغلط في المكان الذي تسببت بموت الرجل الكافر من دون قصد موسى بقتله.
ثم تشير الآية أن موسى إعتبر الأمر من الشيطان ( قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ)

لماذا نسبه إلى الشيطان؟

أولاً لأن سلاح الشيطان البغضاء و الغضب و هو الأسبب الأساسي لقتال الرجلين ثم استعجال موسى عليه السلام .

ثم استغفر موسى عليه السلام لنفسه عندما قال (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي) 

فموسى لم يندم على قتل الرجل فالرجل الكافر كان يستحق القتل و لكن استغفر لأن الوقت و المكان كانا غير مناسبين لهذا العمل . فاستغفر على عدم تقديم الأولويات. و لذلك تسبب قتله لهذا القبطي أن يخرج من مصر إلى مدين خوفا على نفسه.

هنا استنتاج مهم نتعلمه لأنفسنا: أن العمل الصالح في الزمان أو المكان غير المناسب ليس بصلاح. فإذا كان العمل الصالح يتسبب للإنسان القتل و كان الشخص غير قادر على دفع القتل و الظلم عن نفسه و ليس هناك ثمرة فعلية له على أرض الواقع يجب أن يتوقف الإنسان عنه . 

و لهذا استغفر موسى عن عمله لأنه لم يكن لديه القدرة لدفع القتل و الضرر عن نفسه و تسبب أن يخرج من المدينة إلى مدين خوفاً من القتل . ليرجع إليها بعد عشر سنوات مع القدرة و التأثير على تغيير لأرض الواقع.

هدى شبيري الخاقاني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لمن يشكك في الحج و أداء مناسكها قصة حقيقية للإمام الصادق و ابن ابي العوجاء

  قدم ابن ابي العوجاء مكة تمردا وإنكارا على من يحج، وكان يكره العلماءُ مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلا...

اخر المشاركات