هل كلمة "فرج" في القرآن تعني عورة المرأة؟
كثير من الناس يظن أن "الفرج" في القرآن لا يخرج عن المعنى الجسدي، لكن الحقيقة أن هذه الكلمة أعمق بكثير، وتحمل دلالات متنوعة ومذهلة عند تأملها من داخل القرآن فقط، دون الرجوع لأي تفسير خارجي.
تعالوا نقرأها معًا بعين التدبر
أولًا: "الفرج" بمعنى العفّة والطهارة
الله تعالى يمدح المؤمنين والمؤمنات بقوله:
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾
[المؤمنون: 5، المعارج: 29]
وهذه الآية لا تتحدث عن النساء فقط، بل تشمل الرجال أيضًا. "الفرج" هنا هو موضع العفة، أي الموضع الذي يجب أن يُحفظ من الفاحشة، ويُصان عن النظر واللمس الحرام.
وحتى عندما ذكر مريم عليها السلام، قال:﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ [الأنبياء: 91، التحريم: 12]
أي أنها بلغت أقصى درجات الطهارة والعفاف، وهذا هو السبب أن الله اختارها لمعجزة عظيمة، وهي ولادة نبي من غير أب.
ثانيًا: "الفرج" في السماء؟!
في مشهد آخر تمامًا، يذكر الله تعالى السماء ويقول:
﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ... وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾
[ق: 6]
وهنا "فروج" تعني الشقوق أو الفتحات.
ثم يقول:﴿وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ﴾ أي: تشققت وانفتحت يوم القيامة.
فكلمة "فرج" لم تعد مرتبطة بالجسد فقط، بل دخلت في عالم السماء والكون!
خلاصة التدبر:
كلمة "فرج" في القرآن ليست كلمة جسدية فقط.
أحياناً تعني العفة والطهارة.
وأحياناً تعني الشق والانفتاح.
وفي معناها العميق: تشير إلى الانكشاف بعد الستر، والفرج بعد الضيق.
فهي كلمة تجمع بين الجسد والكون والروح... وتدل على أن الله هو الذي يفتح المغلق، ويكشف المستور، ويُنزّل الفرج من حيث لا نحتسب.
📝 لو أعجبك هذا التأمل، فشاركه مع من تحبّ، وقل له:
اقرأ القرآن بعين القلب... ستجد كل شيء مختلف.
بقلم هدى شبيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق